Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني تعالى ذكره بقوله : { سَبَّحَ لِلّهِ ما في السَّمَوَاتِ والأرْضِ } أن كلّ ما دونه من خلقه يسبحه تعظيماً له ، وإقراراً بربوبيته ، وإذعاناً لطاعته ، كما قال جلّ ثناؤه : { تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ والأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإنْ مِنْ شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقُهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } وقوله : { وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } يقول : ولكنه جلّ جلاله العزيز في انتقامه ممن عصاه ، فخالف أمره مما في السموات والأرض من خلقه { الحَكِيمُ } فِي تَدْبِيرِهِ أمرهم ، وتصريفه إياهم فيما شاء وأحبّ . وقوله : { لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ } يقول تعالى ذكره : له سلطان السموات والأرض وما فيهنّ ولا شيء فيهنّ يقدر على الامتناع منه ، وهو في جميعهم نافذ الأمر ، ماضي الحكم . وقوله : { يُحْيِي ويُمِيتُ } يقول يحيي ما يشاء من الخلق بأن يوجده كيف يشاء ، وذلك بأن يحدث من النطفة الميتة حيواناً بنفخ الروح فيها من بعد تارات يقلبها فيها ، ونحو ذلك من الأشياء ، ويميت ما يشاء من الأحياء بعد الحياة بعد بلوغه أجله فيفنيه { وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يقول جلّ ثناؤه : وهو على كل شيء ذو قدرة ، لا يتعذّر عليه شيء أراده ، من إحياء وإماتة ، وإعزاز وإذلال ، وغير ذلك من الأمور .