Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 20-20)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : اعلموا أيها الناس أن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم ، ما هي إلا لعب ولهو تتفكَّهون به ، وزينة تتزيَّنون بها ، وتفاخر بينكم ، يفخر بعضكم على بعض بما أولى فيها من رياشها { وَتكاثُرٌ في الأمْوَالِ والأوْلادِ } يقول تعالى ذكره : ويباهي بعضكم بعضاً بكثرةِ الأموال والأولاد { كَمَثَلِ غَيْثٍ أعْجَبَ الكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ } يقول تعالى ذكره : ثم ييبس ذلك النبات { فَتَراهُ مُصْفَرّاً } بعد أن كان أخضرَ نضِراً . وقوله : { ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً } يقول تعالى ذكره : ثم يكون ذلك النبات حطاماً ، يعني به أنه يكون نبتاً يابساً متهشماً { وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } يقول تعالى ذكره : وفي الآخرة عذاب شديد للكفار { وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٌ } لأهل الإيمان بالله ورسوله . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { اعْلَمُوا أنَّمَا الْحَياةُ الدُّنيْا لَعِبٌ ولَهْوٌ … } الآية ، يقول : صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة . وكان بعض أهل العربية يقول في قوله : { وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٌ } ذكر ما في الدنيا ، وأنه على ما وصف ، وأما الآخرة فإنها إما عذاب ، وإما جنة . قال : والواو فيه وأو بمنزلة واحدة . وقوله : { وَما الْحَياةُ الدُّنيْا إلاَّ مَتاعُ الغُرُورِ } يقول تعالى ذكره : وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس ، إلا متاع الغرور . حدثنا عليّ بن حرب الموصلي ، قال : ثنا المحاربيّ : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فيها " .