Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 7-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ألم تنظر يا محمد بعين قلبك فترى { أنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّمَوَاتِ وَما فِي الأرْضِ } من شيء ، لا يخفى عليه صغير ذلك وكبيره يقول جلّ ثناؤه : فكيف يخفى على من كانت هذه صفته أعمال هؤلاء الكافرين وعصيانهم ربهم ، ثم وصف جلّ ثناؤه قربه من عباده وسماعه نجواهم ، وما يكتمونه الناس من أحاديثهم ، فيتحدثونه سرّاً بينهم ، فقال : { ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ } من خلقه { إلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } يسمع سرّهم ونجواهم ، لا يخفى عليه شيء من أسرارهم { وَلا خَمْسَةٍ إلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ } يقول : ولا يكون من نجوى خمسة إلا هو سادسهم كذلك { وَلا أدْنَى مِنْ ذلكَ } يقول : ولا أقلّ من ثلاثة { وَلا أكْثَرَ } من خمسة { إلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } إذا تناجوا { أيْنَما كانُوا } يقول : في أيّ موضع ومكان كانوا . وعنى بقوله { هُو رَابِعُهُمْ } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه ، وهو على عرشه ، كما : حدثني عبد الله بن أبي زياد ، قال : ثني نصر بن ميمون المضروب ، قال : ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن الضحاك ، في قول { ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ } … إلى قوله { هُوَ مَعَهُمْ } قال : هو فوق العرش وعلمه معهم { أيْنَما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَة إنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } . وقوله : { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ } يقول تعالى ذكره : ثم يخبر هؤلاء المتناجين وغيرهم بما عملوا من عمل مما يحبه و يسخطه يوم القيامة { إنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } يقول : إن الله بنجواهم وأسرارهم ، وسرائر أعمالهم ، وغير ذلك من أمورهم وأمور عباده عليم . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ } فقرأت قرّاء الأمصار ذلك { ما يَكُونُ مِنْ نَجْوَى } بالياء ، خلا أبي جعفر القارىء ، فإنه قرأه : « ما تَكُونُ » بالتاء . والياء هي الصواب في ذلك ، لإجماع الحجة عليها ، ولصحتها في العربية .