Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 8-8)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : كيلا يكون ما أفاء الله على رسوله دُولة بين الأغنياء منكم ، ولكن يكون للفقراء المهاجرين . وقيل : عُني بالمهاجرين : مهاجرة قريش . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { ما أفاءَ اللَّهُ على رَسُولِهِ } من قريظة جعلها لمهاجرة قريش . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جُبَير ، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، قالا : كان ناس من المهاجرين لأحدهم الدار والزوجة والعبد والناقة يحجّ عليها ويغزو ، فنسبهم الله إلى أنهم فقراء ، وجعل لهم سهماً في الزكاة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { للْفُقَراءِ المُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخُرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ … } إلى قوله { أولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } قال : هؤلاء المهاجرون تركوا الديار والأموال والأهلين والعشائر ، خرجوا حباً لله ولرسوله ، واختاروا الإسلام على ما فيه من الشدّة ، حتى لقد ذكر لنا أن الرجل كان يعصب الحجر على بطنه ليقيم به صلبه من الجوع ، وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء ماله دثار غيرها . وقوله : { الَّذِينَ أخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وأمْوَالِهِمْ } ، وقوله : { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً } موضع يبتغون نصب ، لأنه في موضع الحال وقوله : { وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } يقول : وينصرون دين الله الذي بعث به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم . وقوله : { أولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } يقول : هؤلاء الذين وصف صفتهم من الفقراء المهاجرين هم الصادقون فيما يقولون .