Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 113-113)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره { وكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلّ نَبِيّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإنْسِ والجِنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً } { وَلِتَصْغَى إلَيْهِ } يقول جلّ ثناؤه : يوحي بعض هؤلاء الشياطين إلى بعض المزيَّن من القول بالباطل ، ليغرّوا به المؤمنين من أتباع الأنبياء ، فيفتنوهم عن دينهم { وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أفْئِدَةُ الَّذِين لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ } يقول : ولتميل إليه قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة . وهو من صغوتَ تَصْغَى وتَصْغُو ، والتنزيل جاء بتَصْغَى صَغْواً وصُغُوًّا ، وبعض العرب يقول صَغَيْت بالياء حُكي عن بعض بني أسد : صَغَيْتُ إلى حديثه ، فأنا أصْغَى صُغِيًّا بالياء ، وذلك إذا ملت ، يقال : صَغْوي معك : إذا كان هواك معه وميلك ، مثل قولهم : ضِلَعي معك ، ويقال : أصغيت الإناء : إذا أملته ليجتمع ما فيه ومنه قول الشاعر : @ تَرَى السَّفِيهَ بِهِ عَنْ كُلّ مُحْكَمَةٍ زَيْغٌ وَفِيهِ إلى التَّشْبِيهِ إصْغاءُ @@ ويقال للقمر إذا مال للغيوب : صَغَا وأصْغَى . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أفْئِدَةُ } يقول : تزيغ إليه أفئدة . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس ، في قوله : { وَلِتَصْغَى إلَيْه أفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ } قال : لتميل . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ } يقول : تميل إليه قلوب الكفار ويحبونه ويرضون به . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ } قال : ولتصغى : وليهووا ذلك وليرضوه ، قال : يقول الرجل للمرأة : صَغَيْتُ إليها : هوِيتها . القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرفُونَ } . يقول تعالى ذكره : وليكتسبوا من الأعمال ما هم مكتسبون . حُكي عن العرب سماعاً منها : خرج يقترف لأهله ، بمعنى يكسب لهم ، ومنه قيل : قارف فلان هذا الأمر : إذا واقعه وعمله . وكان بعضهم يقول : هو التهمة والادّعاء ، يقال للرجل : أنت قرفتني : أي اتهمتني ، ويقال : بئسما اقترفت لنفسك . وقال رؤبة : @ أعْيا اقْتِرَافُ الكَذِبِ المَقْرُوفِ تَقْوَى التَّقِيِّ وَعِفَّةَ العَفِيفِ @@ وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله : { وَلِيَقْتَرِفُوا } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ } وليكتسبوا ما هم مكتسبون . حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ } قال : ليعملوا ما هم عاملون . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ } قال : ليعملوا ما هم عاملون .