Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 116-116)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : لا تطع هؤلاء العادلين بالله الأنداد يا محمد فيما دعوك إليه من أكل ما ذبحوا لآلهتهم ، وأهلُّوا به لغير ربهم وأشكالهَم من أهل الزيغ والضلال ، فإنك إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن دين الله ومحجة الحقّ والصواب فيصدّوك عن ذلك . وإنما قال الله لنبيه : { وَإنْ تُطِعْ أكْثَرَ مَنْ فِي الأرْض } من بني آدم ، لأنهم كانوا حينئذٍ كفاراً ضلالاً ، فقال له جلّ ثناؤه : لا تطعهم فيما دعوك إليه ، فإنك إن تطعهم ضللت ضلالهم وكنت مثلهم لأنهم لا يدعونك إلى الهدى وقد أخطأوه . ثم أخبر جلّ ثناؤه عن حال الذين نهى نبيه عن طاعتهم فيما دعوه إليه في أنفسهم ، فقال : { إنْ يَتَّبِعُونَ إلاَّ الظَّنَّ } فأخبر جلّ ثناؤه أنهم من أمرهم على ظنّ عند أنفسهم ، وحسبان على صحة عزم عليه وإن كان خطأ في الحقيقة . { وَإنْ هُمْ إلاَّ يَخْرُصُونَ } يقول : ما هم إلا متخرّصون يظنون ويوقعون حزراً لا يقين علم ، يقال منه : خَرَصَ يَخْرُصُ خَرْصاً وخِرْصاً : أي كذب وتخرّص بظنّ وتخرّص بكذب ، وخرصتُ النخل أخْرُصُه ، وخَرِصتْ إبلك : أصابها البرد والجوع .