Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 45-45)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره بقوله : { فَقُطعَ دَابِرَ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا } فاستؤصل القوم الذين عتوا على ربهم وكذّبوا رسله وخالفوا أمره عن آخرهم ، فلم يترك منهم أحد إلاَّ أهلك بغتة ، إذ جاءهم عذاب الله وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { فَقُطِعَ دابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا } يقول : فقطع أصل الذين ظلموا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَقُطِعَ دابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا } . قال : استُؤْصلوا . ودابر القوم : الذي يدبرهم ، وهو الذي يكون في أدبارهم وآخرهم ، يقال في الكلام : قد دبر القوم فلان يدبرهم دبراً ودبوراً إذا كان آخرهم ، ومنه قول أمية : @ فأُهْلِكُوا بعَذَابٍ حَصَّ دابِرَهُمْ فما اسْتطاعُوا له صَرْفاً ولا انْتَصَرُوا @@ { والحَمْدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ } يقول : والثناء الكامل ، والشكر التامّ لله ربّ العالمين على إنعامه على رسله وأهل طاعته ، بإظهار حججهم على من خالفهم من أهل الكفر ، وتحقيق عدتهم ما وعدهم على كفرهم بالله وتكذيبهم رسله ، من نقم الله وعاجل عذابه .