Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : مثل الذين أوتوا التوراة من اليهود والنصارى ، فحملوا العمل بها { ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها } يقول : ثم لم يعملوا بما فيها ، وكذّبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقد أمروا بالإيمان به فيها واتباعه والتصديق به { كَمَثَلِ الْحِمارِ يحمِلُ أسْفاراً } يقول : كمثل الحمار يحمل على ظهره كتباً من كتب العلم ، لا ينتفع بها ، ولا يعقل ما فيها ، فكذلك الذين أوتوا التوراة التي فيها بيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم مثلهم إذا لم ينتفعوا بما فيها ، كمثل الحمار الذي يحمل أسفاراً فيها علم ، فهو لا يعقلها ولا ينتفع بها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، في قوله : { يَحْمِلُ أسْفاراً } قال : يحمل كتباً لا يدري ما فيها ، ولايعقلها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراة ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } قال : يحمل كتاباً لا يدري ماذا عليه ، ولا ماذا فيه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } قال : كمثل الحمار الذي يحمل كتباً ، لا يدري ما على ظهره . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } كتباً ، والكتاب بالنبطية يسمى سِفْراً ضرب الله هذا مثلاً للذين أعطوا التوراة ثم كفروا . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } والأسفار : الكتب ، فجعل الله مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يتبع ما فيه ، كمثل الحمار يحمل كتاب الله الثقيل ، لا يدري ما فيه ، ثم قال : { بِئْسَ مَثَلُ القَوْم الَّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِ اللَّهِ } … الآية . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : { كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } قال : الأسفارُ : التوراة التي يحملها الحمار على ظهره ، كما تحمل المصاحف على الدواب ، كمثل الرجل يسافر فيحمل مصحفه ، قال : فلا ينتفع الحمارُ بها حين يحملها على ظهره ، كذلك لم ينتفع هؤلاء بها حين لم يعلموا بها وقد أوتوها ، كما لم ينتفع بها هذا وهي على ظهره . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ عن ابن عباس في قوله { كَمَثَلِ الْحِمارِ يحْمِلُ أسْفاراً } يقول : كتباً . والأسفار : جمع سفر ، وهي الكتب العظام . وقوله : { بِئْسَ مثلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِ اللَّهِ } يقول : بئس هذا المثل ، مثل القوم الذين كذّبوا بآيات الله ، يعني بأدلته وحججه { واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ } يقول تعالى ذكره : والله لا يوفِّق القوم الذين ظلموا أنفسهم ، فكفروا بآيات ربهم .