Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 17-18)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني تعالى ذكره بقوله : { إنَّا بَلَوْناهُمْ } : أي بلونا مشركي قريش ، يقول : امتحناهم فاختبرناهم ، { كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنَّةِ } يقول : كما امتحنا أصحاب البستان { إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ } يقول : إذ حلفوا ليصرمُنّ ثمرها إذا أصبحوا . { وَلا يَستَثْنون } : ولا يقولون إن شاء الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماكَ ، عن عكرِمة ، في قوله : { لا يَدْخُلَنَّها اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكينٌ } قال : هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة ، كان يطعم المساكين منها ، فلما مات أبوهم ، قال بنوه : والله إن كان أبونا الأحمق حين يُطعم المساكين ، فأقسموا ليصرمنها مصبحين ، ولا يستثنون ، ولا يطعمون مسكيناً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحينَ } قال : كانت الجنة لشيخ ، وكان يتصدّق ، فكان بنوه ينهونه عن الصدقة ، وكان يمسك قوت سنته ، وينفق ويتصدّق بالفضل فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا : { لا يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ } وذُكر أن أصحاب الجنة كانوا أهل كتاب . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّا بَلَوْناهُمْ كمَا بَلَوْنا أصحَابَ الجَنَّةِ إذْ أقْسَمُوا } … الآية ، قال : كانوا من أهل الكتاب . والصرم : القطع ، وإنما عنى بقوله { لَيَصْرِمُنَّها } لَيَجُدُّنّ ثمرتها ومنه قول امرىء القيس :