Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 16-18)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وانصدعت السماء { فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } يقول : منشقة متصدّعة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقيّ ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن الأجلح ، قال : سمعت الضحاك بن مزاحم ، قال : « إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا بأهلها ، ونزل من فيها من الملائكة ، فأحاطوا بالأرض ومن عليها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة ، فصفوا صفاً دون صفّ ثم نزل الملك الأعلى على مجنِّبته اليسرى جهنم ، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا ، فلا يأتون قطراً من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة ، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ، فذلك قوله الله : { إنّي أخافُ عَلَيْكُمْ يَوْم التَّنادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ } وذلك قوله : { وَجاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } ، وقوله : { يا مَعْشَرَ الجِنّ والإنْسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوا مِنْ أقْطارِ السَّمَواتِ والأرْضِ فانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطانٍ } وذلك قوله : { وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالمَلَك على أرْجائها } . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } يعني : متمزّقة ضعيفة . { والملكُ على أرجائها } يقول تعالى ذكره : والملك على أطراف السماء حين تشقق وحافاتها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { والمَلَكُ على أرْجائها } يقول : والملك على حافات السماء حين تشقَّق ويقال : على شقة ، كلّ شيء تشقَّق عنه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَالمَلَكُ على أرْجائها } قال : أطرافها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : { وَالمَلَكُ على أرْجائها } قال : على حافات السماء . حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : ثنا أبو أُسامة ، عن الأجلح ، قال : قلت للضحاك : ما أرجاؤها ، قال : حافاتها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال ثني سعيد : عن قتادة والملكُ على أرجائها على حافاتها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر { وَالمَلَكُ على أرْجائها } قال : بلغني أنها أقطارها ، قال قتادة : على نواحيها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان وَالمَلَكُ على أرْجائها قال : نواحيها . حدثني الحارث ، قال : ثنا الأشيب ، قال : ثنا ورقاء ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن المسيب : الأرجاء حافات السماء . قال : ثنا الأشيب ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير { وَالمَلَكُ على أرْجائها } قال : على ما لم يَهِ منها . حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا حسين الأشقر ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، في قوله { والمَلَكُ على أرْجائها } قال : على ما لم يَهِ منها . وقوله : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ } اختلف أهل التأويل في الذي عنى بقوله { ثَمانِيَةٌ } فقال بعضهم : عنى به ثمانية صفوف من الملائكة ، لا يعلم عدّتهنّ إلا الله . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا طلق عن ظهير ، عن السديّ ، عن أبي مالك عن ابن عباس : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } قال : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } قال : هي الصفوف من وراء الصفوف . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قوله { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } قال : ثمانية صفوف من الملائكة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } قال بعضهم : ثمانية صفوف لا يعلم عدتهنّ إلا الله . وقال بعضهم : ثمانية أملاك على خلق الوعلة . وقال آخرون : بل عنى به ثمانية أملاك . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةً } قال : ثمانية أملاك ، وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَحْمِلُهُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ ، وَيَوْم القِيامَةِ ثَمَانِيَةٌ " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ أقْدامَهُمْ لَفِي الأرْضِ السَّابِعَةِ ، وَإنَّ مَناكِبَهُمْ لخَارِجَةٌ مِنَ السَّمَوَاتِ عَلَيْها العَرْشُ " قال ابن زيد : الأربعة ، قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لَمَّا خَلَقَهُمُ اللَّهُ قالَ : تَدْرُونَ لِمَ خَلَقْتُكُمْ ؟ قالُوا : خَلَقْتَنا رَبَّنا لِمَا تَشاءُ ، قالَ لَهُمْ : تَحْمِلُونَ عَرْشِي ، ثُمَّ قالَ : سَلُوني مِنَ القُوَّةِ ما شِئْتُمْ أجْعَلْها فِيكُمْ ، فَقالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ : قَدْ كانَ عَرْشُ رَبِّنا على المَاءِ ، فاجَعْلْ فِيَّ قُوَّةَ المَاءِ ، قالَ : قَدْ جَعَلْتُ فيكَ قُوَّةَ المَاءِ وقال آخَرُ : اجَعَلْ فِيَّ قُوَّة السَّمَوَات ، قالَ : قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ السَّمَوَاتِ وقالَ آخَرُ : اجْعَلْ فيَّ قُوَّةَ الأرْضِ ، قالَ : قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الأرْضِ والجِبالِ وقالَ آخَرُ : اجْعَلْ فِيَّ قُوَّةَ الرِّياح ، قالَ : قَدْ جَعَلْتُ فِيكَ قُوَّةَ الرِّياحِ ثُمَّ قال : احْمِلُوا ، فَوَضَعُوا العَرْش على كَوَاهِلِهِمْ ، فَلَمْ يَزُولُوا قالَ : فَجاءَ عِلْمٌ آخَرُ ، وإنَّمَا كانَ عِلْمُهُمُ الَّذِي سأَلُوهُ القُوَّةَ ، فَقالَ لَهُمْ : قُولُوا : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ ، فَقالُوا : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ مِنَ الْحَوْلِ والقُوَّةِ ما لمْ يَبْلُغْهُ عِلْمُهُمْ ، فَحَمَلُوا " حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هُمُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ " ، يعني حملة العرش " وَإذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أيَّدَهُمُ اللَّهُ بأرْبَعَةٍ آخَرِينَ فَكانُوا ثَمانِيَةً وَقَدْ قالَ اللَّهُ : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } " حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن ميسرة ، قوله : { وَيحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ } قال : أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور : وقوله : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُم خافِيَةُ } يقول تعالى ذكره : يومئذٍ أيها الناس تعرضون على ربكم ، وقيل : تعرضون ثلاث عرضات . ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن بن قزعة الباهليّ ، قال : ثنا وكيع بن الجراح ، قال : ثنا عليّ بن عليّ الرفاعيّ ، عن الحسن ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : « تُعرض الناس ثلاث عرضات ، فأما عرضتان فجدال ومعاذير . وأما الثالثة ، فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي ، فآخذٌ بيمينه ، وآخذٌ بشماله » . حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سليمان بن حيان ، عن مروان الأصغر ، عن أبي وائل عن عبد الله ، قال : « يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : عرضتان معاذير وخصومات ، والعرضة الثالثة تطيِّر الصحف في الأيدي » . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خافِيَةٌ } ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يُعرضُ الناس ثلاث عرضات يوم القيامة ، فأما عرضتان ففيهما خصومات ومعاذير وجدال . وأما العرضة الثالثة فتطيِّر الصحف في الأيدي " حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، بنحوه . وقوله : { لا تَخْفَى مِنْكُمْ خافِيَةٌ } يقول جلّ ثناؤه : لا تخفى على الله منكم خافية ، لأنه عالم بجميعكم ، محيط بكلكم .