Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : الساعة { الْحاقَّةُ } التي تحقّ فيها الأمور ، ويجب فيها الجزاء على الأعمال { ما الْحاقَّةُ } يقول : أيّ شيء الساعة الحاقة . وذُكر عن العرب أنها تقول : لما عرف الحاقة متى والحقة متى ، وبالكسر بمعنى واحد في اللغات الثلاث ، وتقول : وقد حقّ عليه الشيء إذا وجب ، فهو يحقّ حقوقاً . والحاقة الأولى مرفوعة بالثانية ، لأن الثانية بمنزلة الكناية عنها ، كأنه عجب منها ، فقال : الحاقة : ما هي كما يقال : زيد ما زيد . والحاقة الثانية مرفوعة بما ، وما بمعنى أي ، وما رفع بالحاقة الثانية ، ومثله في القرآن { وأصحَابُ اليَمِين ما أصحَابُ اليَمِينِ } و { القارِعَةُ ما القارِعَةُ } فما في موضع رفع بالقارعة الثانية والأولى بجملة الكلام بعدها . وبنحو الذي قلنا في قوله : { الْحاقَّةُ } قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله { الْحاقَّةُ } قال : من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله ، وحذّره عباده . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن شريك ، عن جابر ، عن عكرِمة قال : { الْحاقَّةُ } القيامة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { الْحاقَّةُ } يعني الساعة أحقت لكل عامل عمله . حدثني ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { الْحاقَّةُ } قال : أحقت لكلّ قوم أعمالهم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { الْحاقَّةُ } يعني القيامة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { الْحاقَّةُ ما الْحاقَّةُ } و { القَارعةُ ما القارعة } و { الواقعةُ } و { الطَّامَّة } و { الصَّاخَّة } قال : هذا كله يوم القيامة الساعة ، وقرأ قول الله : { لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رَافِعَةٌ } والخافضة من هؤلاء أيضاً خفضت أهل النار ، ولا نعلم أحداً أخفض من أهل النار ، ولا أذلّ ولا أخزى ورفعت أهل الجنة ، ولا نعلم أحداً أشرف من أهل الجنة ولا أكرم . وقوله : { وَما أدْرَاكَ ما الْحاقَّةُ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأيّ شيء أدراك وعرّفك أيّ شيء الحاقة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان قال : ما في القرآن « وما يدريك » فلم يخبره ، وما كان « وما أدراك » ، فقد أخبره . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما أدْرَاكَ ما الْحاقَّةُ } تعظيماً ليوم القيامة كما تسمعون . وقوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وعادٌ بالقارِعَةِ } يقول تعالى ذكره : كذّبت ثمود قوم صالح ، وعاد قوم هود بالساعة التي تقرع قلوب العباد فيها بهجومها عليهم . والقارعة أيضاً : اسم من أسماء القيامة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بالقارِعَةِ } أي بالساعة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وعادٌ بالقارِعَةِ } قال : القارعة : يوم القيامة .