Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 148-148)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : واتـخذ بنو إسرائيـل قوم موسى من بعد ما فـارقهم موسى ماضياً إلـى ربه لـمناجاته ووفـاء للوعد الذي كان ربه وعده من حلـيهم عجلاً ، وهو ولد البقرة ، فعبدوه . ثم بـين تعالـى ذكره ما ذلك العجل فقال : { جَسَدا لَهُ خُوَارٌ } والـخوار : صوت البقر . يخبر جلّ ذكره عنهم أنهم ضلوا بـما لا يضلّ بـمثله أهل العقل ، وذلك أن الربّ جلّ جلاله الذي له ملك السموات والأرض ومدبِّر ذلك ، لا يجوز أن يكون جسداً له خوار ، لا يكلـم أحداً ولا يرشد إلـى خير . وقال هؤلاء الذين قصّ الله قصصهم لذلك هذا إلهنا وإله موسى ، فعكفوا علـيه يعبدونه جهلاً منهم وذهابـاً عن الله وضلالاً . وقد بـيَّنا سبب عبـادتهم إياه وكيف كان اتـخاذ من اتـخذ منهم العجل فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته . وفـي الـحُلـيّ لغتان : ضمّ الـحاء وهو الأصل ، وكسرها ، وكذلك ذلك فـي كلّ ما شاكله من مثل صلـيّ وجثـيّ وعتـيّ . وبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب ، لاستفـاضة القراءة بهما فـي القرأة ، لا تفـارق بـين معنـيـيهما . وقوله : { ألَـمْ يَرَوْا أنَّهُ لا يُكَلِّـمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِـيلاً } يقول : ألـم ير الذين عكفوا علـى العجل الذي اتـخذوه من حلـيهم يعبدونه أن العجل { لا يُكَلِّـمُهُمْ ولا يَهْدِيهِمْ سَبِـيلاً } يقول : ولا يرشدهم إلـى طريق . ولـيس ذلك من صفة ربهم الذي له العبـادة حقاً ، بل صفته أنه يكلـم أنبـياءه ورسله ، ويرشد خـلقه إلـى سبـيـل الـخير وينهاهم عن سبـيـل الـمهالك والردى . يقول الله جلّ ثناؤه : { اتَّـخَذُوهُ } : أي اتـخذوا العجل إلها . { وكانُوا } بـاتـخاذهم إياه ربـاً معبوداً { ظالِـمِينَ } لأنفسهم ، لعبـادتهم غير من له العبـادة ، وإضافتهم الألوهة إلـى غير الذي له الألوهة . وقد بـيَّنا معنى الظلـم فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته .