Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 163-163)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : واسأل يا مـحمد هؤلاء الـيهود وهم مـجاوروك ، عن أمر القرية التـي كانت حاضرة البحر ، يقول : كانت بحضرة البحر أي بقرب البحر وعلـى شاطئه . واختلف أهل التأويـل فـيها ، فقال بعضهم : هي أيـلة . ذكر من قال ذلك . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن مـحمد بن إسحاق ، عن داود بن حصين ، عن عكرمة عن ابن عبـاس : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ } قال : هي قرية يقال لها أيـلة ، بـين مدين والطور . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثـير ، فـي قوله : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ } قال : سمعنا أنها أيـلة . حدثنـي سلام بن سالـم الـخزاعيّ ، قال : ثنا يحيى بن سلـيـم الطائفـيّ ، قال : ثنا ابن جريج ، عن عكرمة ، قال : دخـلت علـى ابن عبـاس والـمصحف فـي حجره ، وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك جعلنـي الله فداك ؟ فقال : ويـلك ، وتعرف القرية التـي كانت حاضرة البحر ؟ فقلت : تلك أيـلة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـي بكر الهذلـيّ ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ } قال : هي أيـلة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ بن أبـي طلـحة ، عن ابن عبـاس ، قال : هي قرية علـى شاطىء البحر بـين مصر والـمدينة يقال لها أيـلة . حدثنا موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : هم أهل أيـلة ، القرية التـي كانت حاضرة البحر . حدثنـي الـحرث ، قال : ثنا أبو سعد ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ } قال أيـلة . وقال آخرون : معناه : ساحل مدين . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ … } الآية ، ذكر لنا أنها كانت قرية علـى ساحل البحر يقال لها أيـلة . وقال آخرون : هي مقنا . ذكر من قال ذلك . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن يزيد ، فـي قوله : { وَاسْئَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التـي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ } قال : هي قرية يقال لها مقنا بـين مدين وعينونَى . وقال آخرون : هي مدين . ذكر من قال ذلك . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، قال : ثنـي مـحمد بن إسحاق ، عن داود بن الـحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : هي قرية بـين أيـلة والطور يقال لها مدين . والصواب من القول فـي ذلك أن يقال : هي قرية حاضرة البحر ، وجائز أن يكون أيـلة ، وجائز أن تكون مدين ، وجائز أن تكون مقنا لأن كلّ ذلك حاضرة البحر . ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع العذر بأن ذلك من أيّ ، والاختلاف فـيه علـى ما وصفت ، ولا يوصل إلـى علـم ما قد كان فمضى مـما لـم نعاينه ، إلاَّ بخبر يوجب العلـم ولا خبر كذلك فـي ذلك . وقوله : { إذْ يَعْدُونَ فـي السَّبْتِ } يعنـي به أهله : إذ يعتدون فـي السبت أمر الله ، ويتـجاوزونه إلـى ما حرّمه الله علـيهم ، يقال منه : عدا فلان أمرى واعتدى : إذا تـجاوزه . وكان اعتداؤهم فـي السبت أن الله تعالى كان حرّم علـيهم السبت ، فكانوا يصطادون فـيه السمك . { إذْ تَأتِـيهِمْ حيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً } : يقول : إذ تأتـيهم حيتانهم يوم سبتهم الذي نهوا فـيه عن العمل شرّعاً ، يقول : شارعة ظاهرة علـى الـماء من كلّ طريق وناحية كشوارع الطوق . كالذي : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عثمان بن سعد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبـي روق ، عن الضحاك عن ابن عبـاس : { إذْ تأتِـيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً } يقول : ظاهرة علـى الـماء . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { شُرَّعاً } يقول : من كلّ مكان . وقوله : { وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ } يقول : ويوم لا يعظمونه تعظيـمهم السبت ، وذلك سائر الأيام غير يوم السبت ، { لا تأتـيهم } الـحيتان . { كذلكَ نَبْلُوهُمْ بِـمَا كانُوا يَفْسُقُونَ } يقول : كما وصفنا لكم من الاختبـار والابتلاء الذي ذكرنا بإظهار السمك لهم علـى ظهر الـماء فـي الـيوم الـمـحرّم علـيهم صيده ، وإخفـائها عنه فـي الـيوم الـمـحلل صيده ، كذلك نبلوهم ونـختبرهم { بـما كَانُوا يَفْسُقُونَ } يقول : بفسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ } فقُرىء بفتـح الـياء من « يسبتون » من قول القائل : سَبَتَ فلان يَسْبِتُ سَبْتاً وسُبُوتاً : إذا عظَّم السبت . وذُكر عن الـحسن البصري أنه كان يقرؤه : « وَيَوْمَ لا يُسْبِتُونَ » بضم الـياء ، من أسْبَتَ القوم يسبتون : إذا دخـلوا فـي السبت ، كما يقال : أجمعنا مرّت بنا جمعة ، وأشهرنا مرّ بنا شهر ، وأسبتنا مرّ بنا سبت . ونصب « يوم » من قوله : { وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ } بقوله : { لا تَأتِـيهِمْ } ، لأن معنى الكلام : لا تأتـيهم يوم لا يسبتون .