Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-175)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : واتل يا مـحمد علـى قومك نبأ الذي آتـيناه آياتنا ، يعنـي خبره وقصته . وكانت آيات الله للذي آتاه الله إياها فـيـما يقال اسم الله الأعظم ، وقـيـل النبوّة . واختلف أهل التأويـل فـيه ، فقال بعضهم : هو رجل من بنـي إسرائيـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا بشر بن الـمفضل ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله فـي هذه الآية : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو بلعم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، مثله . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : هو بلعم بن أَبر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، فـي قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا } قال : رجل من بنـي إسرائيـل يقال له : بلعم بن أبر . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر وابن مهدي وابن أبـي عديّ ، قالوا : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، أنه قال فـي هذه الآية ، فذكر مثله ، ولـم يقل ابن أبر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : رجل من بنـي إسرائيـل يقال له : بلعم بن أبر . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عمران بن عيـينة ، عن حصين ، عن عمران بن الـحرث ، عن ابن عبـاس ، قال : هو بلعم بن بـاعرا . حدثنـي الـحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش ، عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، فـي قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا … } إلـى : { فَكانَ مِنَ الغاوينَ } هو بلعم بن أبر . حدثنا الـحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوريّ ، عن الأعمش ، عن منصور عن أبـي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، مثله ، إلاَّ أنه قال ابن أبُر ، بضم البـاء . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو رجل من مدينة الـجبـارين يقال له بلعم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : بَلعام بن بـاعرا ، من بنـي إسرائيـل . حدثنـي الـحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد ، قال : سمعت مـجاهدا يقول ، فذكر مثله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرنـي عبد الله بن كثـير ، أنه سمع مـجاهداً يقول ، فذكر مثله . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الرحمن وابن أبـي عديّ ، عن شعبة ، عن حصين ، عن عكرمة ، قال فـي الذي { آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو بلعام . وحدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا غندر ، عن شعبة ، عن حصين ، عن عكرمة ، قال : هو بلعم . قال : ثنا عمران بن عيـينة ، عن حصين ، عن عكرمة ، قال : هو بلعم . حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا بشر ، قال : ثنا شعبة ، عن حصين ، قال : سمعت عكرمة يقول : هو بَلعام . حدثنا قال : ثنا عبد العزيزي ، قال : ثنا إسرائيـل ، عن حصين ، عن مـجاهد ، قال : هو بلعم . حدثنـي الـحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا إسرائيـل ، عن مغيرة ، عن مـجاهد ، عن ابن عبـاس قال : هو بلعم . وقالت ثقـيف : هو أمية بن أبـي الصلت . وقال آخرون : كان بلعم هذا من أهل الـيـمن . ذكر من قال ذلك . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو رجل يدعى بلعم من أهل الـيـمن . وقال آخرون : كان من الكنعانـيـين . ذكر من قال ذلك . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو رجل من مدينة الـجبـارين يقال له بلعم . وقال آخرون : هو أمية بن أبـي الصلت . ذكر من قال ذلك . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا سعيد بن السائب ، عن غضيف بن أبـي سفـيان ، عن يعقوب ونافع بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال فـي هذه الآية : { الَّذي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو أمية بن أبـي الصلت . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا ابن أبـي عديّ ، قال : أنبأنا شعبة ، عن يعلـى بن عطاء ، عن نافع بن عاصم ، قال : قال عبد الله بن عمرو : هو صاحبكم أمية بن أبـي الصلت . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الرحمن ووهب بن جرير ، قالا : ثنا شعبة ، عن يعلـى بن عطاء ، عن نافع بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو بـمثله . حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : ثنا سفـيان ، عن حبـيب بن أبـي ثابت ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو : { ولَكِنَّهُ أخْـلَدَ إلـى الأرْض وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } قال : هو أمية بن أبـي الصلت . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا غندر ، عن شعبة ، عن يعلـى بن عطاء ، قال : سمعت نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو ، قال فـي هذه الآية : { الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو صاحبكم ، يعنـي أمية بن أبـي الصلت . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان عن حبـيب ، عن رجل عن عبد الله بن عمرو ، قال : هو أمية بن أبـي الصلت . قال : ثنا يزيد ، عن شريك ، عن عبد الـملك ، عن فضالة ، أو ابن فضالة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : هو أمية . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن عبد الـملك بن عمير ، قال : تذاكروا فـي جامع دمشق هذه الآية : { فـانْسَلَـخَ مِنْها } فقال بعضهم : نزلت فـي بلعم بن بـاعوراء ، وقال بعضهم : نزلت فـي الراهب . فخرج علـيهم عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقالوا : فـيـمن نزلت هذه ؟ قال : نزلت فـي أمية بن أبـي الصلت الثقـفـي . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن الكلبـي : { الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : هو أمية بن أبـي الصلت ، وقال قتادة : يشكّ فـيه ، يقول بعضهم : بلعم ، ويقول بعضهم : أمية بن أبـي الصلت . واختلف أهل التأويـل فـي الآيات التـي كان أوتـيها التـي قال جلّ ثناؤه : { آتَـيْناهُ آياتِنا } فقال بعضهم : كانت اسم الله الأعظم . ذكر من قال ذلك . حدثنـي موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : إن الله لـما انقضت الأربعون سنة ، يعنـي التـي قال الله فـيها : { إنَّها مُـحَرَّمَةٌ عَلَـيْهِمْ أرْبَعِينَ سَنَةً } بعث يُوشَعَ بن نون نبـياً ، فدعا بنـي إسرائيـل فأخبرهم أنه نبـيّ وأن الله قد أمره أن يقاتل الـجبـارين ، فبـايعوه وصدّقوه . وانطلق رجل من بنـي إسرائيـل يقال له بلعم ، وكان عالـما يعلـم الاسم الأعظم الـمكتوم ، فكفر وأتـى الـجبـارين ، فقال : لا ترهبوا بنـي إسرائيـل ، فـانـي إذا خرجتـم تقاتلونهم أدعو علـيهم دعوة فـيهلكون وكان عندهم فـيـما شاء من الدنـيا ، غير أنه كان لا يستطيع أن يأتـي النساء يعظمهن ، فكان ينكح أتانا له ، وهو الذي يقول الله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } : أي تنصل فـانسلـخ منها ، إلـى قوله : { وَلَكِنَّهُ أخْـلَدَ إلـى الأرْضِ } حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَـيْناهُ آياتِنا } قال : هو رجل يقال له : بلعم ، وكان يعلـم اسم الله الأعظم . حدثنـي يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَاتْلُ عَلَـيْهِمْ نَبأَ الَّذي آتَـيْناهُ آياتِنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : كان لا يسأل الله شيئاً إلاَّ أعطاه . وقال آخرون : بل الآيات التـي كان أوتـيها كتاب من كتب الله . ذكر من قال ذلك . حدثنا القاسم قال : ثنا الـحسين قال : ثنا أبو تُـمَيـلة ، عن أبـي حمزة ، عن جابر ، عن مـجاهد وعكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : كان فـي بنـي إسرائيـل بَلعام بن بـاعر أوتـي كتابـا . وقال آخرون : بل كان أوتـي النبوّة . ذكر من قال ذلك . حدثنـي الـحارث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد ، عن غيره ، قال : الـحارث قال : عبد العزيز يعنـي عن غير نفسه عن مـجاهد ، قال : هو نبـيّ فـي بنـي إسرائيـل ، يعنـي بَلعم ، أوتـي النبوّة ، فرشاه قومه علـى أن يسكت ، ففعل وتركهم علـى ما هم علـيه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا الـمعتـمر بن سلـيـمان ، عن أبـيه ، أنه سئل عن الآية : { وَاتْلُ عَلَـيهِمْ نَبأَ الَّذي آتَـيْناهُ آياتنا فـانْسَلَـخَ مِنْها } فحدّث عن سيَّار أنه كان رجلاً يقال له بَلْعَام ، وكان قد أوتـي النبوّة ، وكان مـجاب الدعوة . قال أبو جعفر : والصواب من القول فـي ذلك أن يقال : إن الله تعالـى ذكره أمر نبـيه صلى الله عليه وسلم أن يتلو علـى قومه خبر رجل كان الله آتاه حججه وأدلته ، وهي الآيات . وقد دللنا علـى أن معنى الآيات الأدلة والأعلام فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته ، وجائز أن يكون الذي كان الله آتاه ذلك بلعم ، وجائز أن يكون أمية ، وكذلك الآيات إن كانت بـمعنى الـحجة التـي هي بعض كتب الله التـي أنزلها علـى بعض أنبـيائه ، فتعلـمها الذي ذكره الله فـي هذه الآية ، وعناه بها فجائز أن يكون الذي كان أوتـيها بلعم ، وجائز أن يكون أمية ، لأن أمية كان فـيـما يقال قد قرأ من كتب أهل الكتاب ، وإن كانت بـمعنى كتاب أنزله الله علـى من أمر نبـيّ الله علـيه الصلاة والسلام أن يتلو علـى قومه نبأه أو بـمعنى اسم الله الأعظم أو بـمعنى النبوّة ، فغير جائز أن يكون معنـيا به أمية لأن أمية لا تـختلف الأمة فـي أنه لـم يكن أوتـي شيئاً من ذلك . ولا خبر بأيّ ذلك الـمراد وأيّ الرجلـين الـمعنـيّ يوجب الـحجة ولا فـي العقل دلالة علـى أن ذلك الـمعنـيّ به من أيّ . فـالصواب أن يقال فـيه ما قال الله ، ويقرّ بظاهر التنزيـل علـى ما جاء به الوحي من الله . وأما قوله : { فـانْسَلَـخَ مِنْها } فإنه يعنـي : خرج من الآيات التـي كان الله آتاها إياه ، فتبرأ منها . وبنـحو ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قال : لـما نزل موسى علـيه السلام يعنـي بـالـجبـارين ومن معه آتاه يعنـي بلعم بنو عمه وقومه فقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثـيرة ، وإنه إن يظهر علـينا يهلكنا . فـادع الله أن يردّ عنا موسى ومن معه قال : إنـي إن دعوت الله أن يردّ موسى ومن معه ذهبت دنـياي وآخرتـي . فلـم يزالوا به حتـى دعا علـيهم ، فسلـخه الله مـما كان علـيه ، فذلك قوله : { فـانْسَلَـخَ مِنْها فَأتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ } . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قال : كان الله آتاه آياته فتركها . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج : قال ابن عبـاس : { فـانْسَلَـخَ مِنْها } قال : نزع منه العلـم . وقوله : { فَأتْبَعَهُ الشَّيْطانُ } يقول : فصيره لنفسه تابعا ينتهي إلـى أمره فـي معصية الله ، ويخالف أمر ربه فـي معصية الشيطان وطاعة الرحمن . وقوله : { فَكانَ مِنَ الغاوينَ } يقول : فكان من الهالكين لضلاله وخلافه أمرَ ربه وطاعة الشيطان .