Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-26)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول جلّ ثناؤه للجهلة من العرب الذين كانوا يتعرّون للطواف اتباعاً منهم أمر الشيطان وتركاً منهم طاعة الله ، فعرّفهم انخداعهم بغروره لهم حتى تمكن منهم فسلبهم من ستر الله الذي أنعم به عليهم ، حتى أبدى سوآتهم وأظهرها من بعضهم لبعض ، مع تفضل الله عليهم بتمكينهم مما يسترونها به ، وأنهم قد سار بهم سيرته في أبَوَيهم آدم وحوّاء اللذين دلاهما بغرور حتى سلبهما سِتر الله الذي كان أنعم به عليهما حتى أبدى لهما سوآتهما فعرّاهما منه : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً } : يعني بإنزاله عليهم ذلك : خلقه لهم ، ورزقه إياهم . واللباس : ما يلبسون من الثياب . { يُوَارِي سَوآتِكُمْ } يقول : يستر عوراتكم عن أعينكم . وكنى بالسوآت عن العورات ، واحدتها سَوْأة ، وهي فَعْلة من السوء ، وإنما سميت سوأة لأنه يسوء صاحبها انكشافها من جسده ، كما قال الشاعر : @ خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهِمْ لم يُبالُوا سَوْأةَ الرَّجُلَهْ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ } قال : كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة ، ولا يلبس أحدهم ثوباً طاف فيه . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه . حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد المدني ، قال : سمعت مجاهداً يقول في قوله : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً } قال : أربع آيات نزلت في قريش ، كانوا في الجاهلية لا يطوفون بالبيت إلا عراة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، قال : سمعت معبداً الجُهني يقول في قوله : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً } قال : اللباس الذي يلبسون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ } قال : كانت قريش تطوف عراة ، لا يلبس أحدهم ثوباً طاف فيه ، وقد كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهني : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ } قال : اللباس الذي يواري سوآتكم : هو لبوسكم هذا . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ } قال : هي الثياب . حدثنا الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير ، يقول : اللباس : الثياب . حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : ثنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ } قال : يعني ثياب الرجل التي يلبسها . القول في تأويل قوله تعالى : { وَرِيشاً } . اختلف القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { وَرِيشاً } بغير ألف . وذُكِر عن زرّ بن حبيش والحسن البصريّ أنهما كانا يقرآنه : « وَرِياشاً » . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن أبان العطار ، قال : حدثنا عاصم ، أن زرّ بن حبيش قرأها : « وَرِياشاً » . قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك قراءة من قرأ : { وَرِيشاً } بغير ألف لإجماع الحجة من القرّاء عليها . وقد رُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبر في إسناده نظر ، أنه قرأه : « وَرِياشاً » ، فمن قرأ ذلك : « وَرِياشاً » فإنه محتمل أن يكون أراد به جمع الريش ، كما تجمع الذئب ذئاباً والبئر بئاراً ، ويحتمل أن يكون أراد به مصدراً من قول القائل : رَاشَهُ الله يَرِيشُه رِيَاشاً ورِيشاً ، كما يقال : لَبِسه يلبسه لباساً ولِبْساً وقد أنشد بعضهم : @ فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عَنْهُ مَسَحْنَهُ بأطْرَافِ طَفْلٍ زَانَ غَيْلاً مُوشَّما @@ بكسر اللام من « اللِّبس » . والرياش في كلام العرب : الأثاث وما ظهر من الثياب من المتاع مما يلبس أو يحشى من فراش أو دثار . والريش : إنما هو المتاع والأموال عندهم ، وربما استعملوه في الثياب والكسوة دون سائر المال ، يقولون : أعطاه سرجاً بريشه ، ورحلاً بريشه : أي بكسوته وجهازه ، ويقولون : إنه لحسن ريش الثياب . وقد يستعمل الرياش في الخصب ورفاهة العيش . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال : الرياش المال : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : { وَرِيشاً } يقول : مالاً . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { وَرِيشاً } قال : المال . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : « وَرِياشاً » قال : أما رياشاً : فرياش المال . حدثني الحرث قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد المدني ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير يقول : الرياش : المال . حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : ثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله : « وَرِياشاً » يعني : المال . ذكر من قال : هو اللباس ورفاهة العيش : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : « وَرِياشاً » قال : الرياش : اللباس ، والعيش : النعيم . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهني : « وَرِياشاً » قال : الرياش : المعاش . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : قال معبد الجهني : « وَرِياشا » قال : هو المعاش . وقال آخرون : الريش الجمال . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : « وَرِياشاً » قال : الريش : الجمال . القول في تأويل قوله تعالى : { وَلِباسُ التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ } . اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : لباس التقوى هو الإيمان . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَلِباسُ التَّقْوى } هو الإيمان . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَلِباسُ التَّقْوَى } : الإيمان . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : أخبرني حجاج ، عن ابن جريج : { وَلِباسُ التَّقْوى } الإيمان . وقال آخرون : هو الحياء . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر وسهل بن يوسف ، عن عوف ، عن معبد الجهنيّ ، في قوله : { وَلِباسُ التَّقوَى } الذي ذكر الله في القرآن هو الحياء . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : قال معبد الجهنيّ ، فذكر مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن معبد بنحوه . وقال آخرون : هو العمل الصالح . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَلِباسُ التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ } قال : لباس التقوى : العمل الصالح . وقال آخرون : بل ذلك هو السمت الحسن . ذكر من قال ذلك : حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، عن محمد بن موسى ، عن الزباء بن عمرو ، عن ابن عباس : { وَلِباسُ التَّقْوَى } قال : السمت الحسن في الوجه . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق بن الحجاج ، قال : ثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن سليمان بن أرقم ، عن الحسن ، قال : رأيت عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قميص قُوهيّ محلول الزَّرّ ، وسمعته يأمر بقتل الكلاب وينهى عن اللعب بالحمام ، ثم قال : يا أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " والَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ما عَمِلَ أحَدٌ قطّ سِرّاً إلاَّ ألْبَسَهُ اللّهُ رِداءَهُ عَلانِيَةً ، إنْ خَيْراً فخَيْراً ، وَإنْ شَرّاً فَشَرّاً " ثم تلا هذه الآية : « وَرِياشاً » ، ولم يقرأها : { وَرِيشاً } { وَلِباسُ التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ ذلكَ مِنْ آياتِ اللّهِ } قال : السمت الحسن . وقال آخرون : هو خشية الله . ذكر من قال ذلك : حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد المدني ، قال : ثني من سمع عروة بن الزبير يقول : { لِباسُ التَّقْوى } خشية الله . وقال آخرون : { لِباسُ التَّقْوَى } في هذه المواضع : ستر العورة . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلِباسُ التقْوَى } يتقي الله فيواري عورته ، ذلك لباس التقوى . واختلف القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المكيين والكوفيين والبصريين : { وَلِباسُ التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ } برفع « ولباسُ » . وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة : « ولِباسَ التَّقْوَى » بنصب اللباس ، وهي قراءة بعض قراء الكوفيين . فمن نصب : « وَلِباسَ » فإنه نصبه عطفاً على « الريش » بمعنى : قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ، وأنزلنا لباسَ التقوى . وأما الرفع ، فإن أهل العربية مختلفون في المعنى الذي ارتفع به اللباس ، فكان بعض نحويي البصرة يقول : هو مرفوع على الابتداء ، وخبره في قوله : { ذلِكَ خَيْرٌ } . وقد استخطأه بعض أهل العربية في ذلك وقال : هذا غلط ، لأنه لم يعد على اللباس في الجملة عائد ، فيكون اللباس إذًا رفع على الابتداء وجعل ذلك خير خبراً . وقال بعض نحويي الكوفة : { وَلِباسُ } يُرفع بقوله : « ولباس التقوى خير » ، ويجعل ذلك من نعته . وهذا القول عندي أولى بالصواب في رفع اللباس ، لأنه لا وجه للرفع إلاّ أن يكون مرفوعاً بـ « خير » وإذا رفع بـ « خير » لم يكن في ذلك وجه إلا أن يجعل اللباس نعتاً ، لا أنه عائد على اللباس من ذكره في قوله : { ذلكَ خَيْرٌ } فيكون خير مرفوعاً بذلك وذلك به . فإذ كان ذلك كذلك ، فتأويل الكلام إذن : رفع لباس التقوى ، ولباس التقوى ذلك الذي قد علمتموه خير لكم يا بني آدم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم ، ومن الرياش التي أنزلناها إليكم فالبسوه . وأما تأويل من قرأه نصباً ، فإنه : يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم ، وريشاً ، ولباس التقوى هذا الذي أنزلنا عليكم ، من اللباس الذي يواري سوآتكم ، والريش ، ولباس التقوى خير لكم من التعرّي والتجرّد من الثياب في طوافكم بالبيت ، فاتقوا الله والبسوا ما رزقكم الله من الرياش ، ولا تطيعوا الشيطان بالتجرّد والتعرّي من الثياب ، فإن ذلك سخرية منه بكم وخدعة ، كما فعل بأبويكم آدم وحوّاء فخدعهما حتى جرّدهما من لباس الله الذي كان ألبسهما بطاعتهما له في أكل ما كان الله نهاهما عن أكله من ثمر الشجرة التي عصياه بأكلها . وهذه القراءة أولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب ، أعني نصب قوله : « وَلِباسَ التَّقْوَى » لصحة معناه في التأويل على ما بينت ، وأن الله إنما ابتدأ الخبر عن إنزاله اللباس الذي يواري سوآتنا والرياش توبيخاً للمشركين الذين كانوا يتجرّدون في حال طوافهم بالبيت ، ويأمرهم بأخذ ثيابهم والاستتار بها في كلّ حال مع الإيمان به واتباع طاعته ، ويعلمهم أن كلّ ذلك خير من كلّ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله وتعرّيهم ، لا أنه أعلمهم أن بعض ما أنزل إليهم خير من بعض . وما يدلّ على صحة ما قلنا في ذلك الآيات التي بعد هذه الآية ، وذلك قوله : { يا بَني آدَمَ لايَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كمَا أخُرَجَ أبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما } وما بعد ذلك من الآيات إلى قوله : { وأنْ تَقُولُوا على اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ } فإنه جلّ ثناؤه يأمر في كلّ ذلك بأخذ الزينة من الثياب واستعمال اللباس وترك التجرّد والتعرّي وبالإيمان به واتباع أمره والعمل بطاعته ، وينهي عن الشرك به واتباع أمر الشيطان مؤكداً في كل ذلك ما قد أجمله في قوله : { يا بَنِي آدَمَ قَدْ أنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوَارِي سَوآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباس التَّقْوَى ذلكَ خَيْرٌ } . وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله : « وَلِباسَ التَّقْوَى » استشعار النفوس تقوى الله في الانتهاء عما نهى الله عنه من معاصيه والعمل بما أمر به من طاعته وذلك يجمع الإيمان والعمل الصالح والحياء وخشية الله والسمت الحسن ، لأن من اتقى الله كان به مؤمناً وبما أمره به عاملاً ومنه خائفاً وله مراقباً ، ومن أن يرى عند ما يكرهه من عباده مستحيياً . ومن كان كذلك ظهرت آثار الخير فيه ، فحسن سمته وهديه ورُؤيت عليه بهجة الإيمان ونوره . وإنما قلنا : عنى بلباس التقوى استشعار النفس والقلب ذلك لأن اللباس إنما هو ادّراع ما يلبس واحتباء ما يكتسي ، أو تغطية بدنه أو بعضه به ، فكلّ من ادّرع شيئاً أو احتبى به حتى يرى هو أو أثره عليه ، فهو له لابس ولذلك جعل جلّ ثناؤه الرجال للنساء لباساً وهنّ لهم لباساً ، وجعل الليل لعباده لباساً . ذكر من تأوّل ذلك بالمعنى الذي ذكرنا من تأويله إذا قرىء قوله : { وَلِباسُ التَّقْوَى } رفعاً : حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَلِباسُ التَّقْوَى } : الإيمان { ذلكَ خَيْرٌ } يقول : ذلك خير من الرياش واللباس يواري سوآتكم . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلِباسُ التَّقْوَى } قال : لباس التقوى خير ، وهو الإيمان . القول في تأويل قوله تعالى : { ذلكَ مِنْ آياتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } . يقول تعالى ذكره : ذلك الذي ذكرت لكم أني أنزلته إليكم أيها الناس من اللباس والرياش من حجج الله وأدلته التي يعلم بها من كفر صحة توحيد الله ، وخطأ ما هم عليه مقيمون من الضلالة . { لَعَلَّهُم يَذَّكَّرُون } يقول جلّ ثناؤه : جعلت ذلك لهم دليلاً على ما وصفت ليذكَّروا ، فيعتبروا وينيبوا إلى الحقّ وترك الباطل ، رحمة مني بعبادي .