Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 33-33)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يتجرّدون من ثيابهم للطواف بالبيت ، ويحرمون أكل طيبات ما أحلّ الله لهم من رزقه أيها القوم : إن الله لم يحرّم ما تحرّمونه ، بل أحلّ ذلك لعباده المؤمنين وطيَّبه لهم . وإنما حرّم ربي القبائح من الأشياء ، وهي الفواحش ، ما ظهر منها فكان علانية ، وما بطن منها فكان سرّاً في خفاء . وقد رُوي عن مجاهد في ذلك ما : حدثني الحرث ، قال : ثني عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد ، قال : سمعت مجاهداً يقول في قوله : { ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ } قال : ما ظهر منها طواف أهل الجاهلية عراة ، وما بطن : الزنا . وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في تأويل ذلك بالروايات فيما مضى فكرهت إعادته . وأما الإثم : فإنه المعصية . والبغي : الاستطالة على الناس . يقول تعالى ذكره : إنما حرّم ربي الفواحش مع الإثم والبغي على الناس . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَالإثمَ والَبغْيَ } أما الإثم : فالمعصية ، والبغي : أن يبغي على الناس بغير الحقّ . حدثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو سعد ، قال : سمعت مجاهداً في قوله : { ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ والإثمَ والبَغْيَ } قال : نهى عن الإثم وهي المعاصي كلها ، وأخبر أن الباغي بغيه كائن على نفسه . القول في تأويل قوله تعالى : { وأنْ تُشْرِكُوا باللّهِ ما لَمْ يُنزّلّ بِهِ سُلْطاناً وأنْ تَقُولُوا على اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ } . يقول جل ثناؤه : إنما حرم ربي الفواحش والشرك به أن تعبدوا مَعَ الله إلهاً غيرَهُ ، { ما لَمْ ينزِّلْ بِهِ سُلْطاناً } يقول : حرّم ربكم عليكم أن تجعلوا معه في عبادته شركاً لشيء لم يجعل لكم في إشراككم إياه في عبادته حجة ولا برهاناً ، وهو السلطان . { وأنْ تَقُولُوا على اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ } يقول : وأن تقولوا : إن الله أمركم بالتعرّي والتجرّد للطواف بالبيت ، وحرّم عليكم أكل هذه الأنعام التي حرّمتموها وسيِّبتموها وجعلتموها وصائل وحوامي ، وغير ذلك مما لا تعلمون أن الله حرّمه أو أمر به أو أباحه ، فتضيفوا إلى الله تحريمه وحظره والأمر به ، فإن ذلك هو الذي حرّمه الله عليكم دون ما تزعمون أن الله حرّمه أو تقولون إن الله أمركم به جهلاً منكم بحقيقة ما تقولون وتضيفونه إلى الله .