Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 37-37)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فمن أخطأ فعلاً وأجهل قولاً وأبعد ذهاباً عن الحقّ والصواب { مِمَّنِ افْتَرَى على اللّهِ كَذِباً } يقول : ممن اختلق على الله زوراً من القول ، فقال إذا فعل فاحشة : إن الله أمرنا بها . { أوْ كَذَّبَ بآياتِهِ } يقول : أو كذّب بأدلته وأعلامه الدالة على وحدانيته ونبوّة أنبيائه ، فجحد حقيقتها ودافع صحتها . { أُولَئِك } يقول : من فعل ذلك فافترى على الله الكذب وكذّب بآياته ، { أُولَئِكَ يَنالَهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } يقول : يصل إليهم حظهم مما كتب الله لهم في اللوح المحفوظ . ثم اختلف أهل التأويل في صفة ذلك النصيب الذي لهم في الكتاب وما هو ، فقال بعضهم : هو عذاب الله الذي أعدّه لأهل الكفر به . ذكر من قال ذلك . حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا مروان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، قوله : { أُولَئِكَ يَنالَهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } : أي من العذاب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { أُولَئِكَ يَنالَهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } يقول : ما كتب لهم من العذاب . حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن في قوله : { أُولَئِكَ ينالَهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : من العذاب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن أبي سهل ، عن الحسن ، قال : من العذاب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن رجل ، عن الحسن ، قال : من العذاب . وقال آخرون : معنى ذلك : أولئك ينالهم نصيبهم مما سبق لهم من الشقاء والسعادة . ذكر من قال ذلك . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سعيد : { أولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : من الشقوة والسعادة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } كشقيّ وسعيد . حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن فضيل ، عن الحسن ، بن عمرو والفقيمي ، عن الحكم قال : سمعت مجاهداً يقول : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : هو ما سبق . حدثنا المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُم نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } : ما كتب لهم من الشقاوة والسعادة . حدثني المثنى ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { يَنالُهُم نَصيبُهُم مِنَ الكِتابِ } : ما كتب عليهم من الشقاوة والسعادة ، كشقيّ وسعيد . قال : حدثنا ابن المبارك ، عن شريك ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُم مِنَ الكِتابِ } من الشقاوة والسعادة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نمير وابن إدريس ، عن الحسن بن عمرو ، عن الحكم ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِن الكِتابِ } قال : ما قد سبق من الكتاب . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ما سبق لهم في الكتاب . قال : ثنا سويد بن عمرو ويحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُم } قال : من الشقاوة والسعادة . قال : حدثنا أبو معاوية ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : ما قضى أو قدّر عليهم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس : { يَنالُهُم نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } ينالهم الذي كتب عليهم من الأعمال . حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن بكر الطويل ، عن مجاهد ، في قول الله : { أولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : قوم يعملون أعمالاً لا بدّ لهم أن يعملوها . وقال آخرون : معنى ذلك : أولئك ينالهم نصيبهم من كتابهم الذي كتب لهم أو عليهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا من خير وشرّ . ذكر من قال ذلك . حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } يقول : نصيبهم من الأعمال ، من عمل خيراً جزي به ، ومن عمل شرًّا جُزي به . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : من أحكام الكتاب على قدر أعمالهم . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُم مِنَ الكِتابِ } قال : ينالهم نصيبهم في الآخرة من أعمالهم التي عملوا وأسلفوا . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أُولَئِكَ يَنالُهُم نَصِيبُهُم مِنَ الكِتابِ } أي أعمالهم ، أعمال السوء التي عملوها وأسلفوها . حدثني أحمد بن المقدام ، قال : ثنا المعتمر ، قال : قال أبي : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } زعم قتادة : من أعمالهم التي عملوا . حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله : { أولَئِكَ يَنالُهُمُ نَصِيبُهُم مِنَ الكِتابِ } يقول : ينالهم نصيبهم من العمل ، يقول : إن عمل من ذلك نصيب خير جزي خيراً ، وإن عمل شرًّا جزي مثله . وقال آخرون : معنى ذلك : ينالهم نصيبهم مما وعدوا في الكتاب من خير أو شرّ . ذكر من قال ذلك : حدثنا عليّ بن سهل ، قال : ثنا زيد بن أبي الزرقاء ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في هذه الآية : { أُولَئِكَ يَنالُهمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : من الخير والشرّ . قال : حدثنا زيد ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : ما وعدوا . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ما وعدوا . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُم مِنَ الكِتابِ } قال : ما وعدوا فيه من خير أو شرّ . قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن جابر ، عن مجاهد ، عن ليث ، عن ابن عباس : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ما وعدوا مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : ما وعدوا فيه من خير أو شرّ . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ما وعدوا فيه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ما وعدوا من خير أو شرّ . حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن الحسين بن عمرو ، عن الحكم ، عن مجاهد ، في قول الله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : ينالهم ما سبق لهم من الكتاب . وقال آخرون : معنى ذلك : أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب الذي كتبه الله على ما افترى عليه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } يقول : ينالهم ما كتب عليهم ، يقول : قد كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسودّ . وقال آخرون : معنى ذلك : أولئك ينالهم نصيبهم مما كتب لهم من الرزق والعمر والعمل . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سعد ، قال : ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ابن أنس : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } مما كتب لهم من الرزق . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا محمد بن حرب ، عن ابن لهيعة ، عن أبي صخر ، عن القرظي : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : عمله ورزقه وعمره . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } قال : من الأعمال والأرزاق والأعمال ، فإذا فني هذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم وقد فرغوا من هذه الأشياء كلها . قال أبو جعفر ، وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال : معنى ذلك : أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب مما كتب لهم من خير وشرّ في الدنيا ورزق وعمل وأجل . وذلك أن الله جلّ ثناؤه أتبع ذلك قوله : { حتى إذَا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوفَّوْنَهُمْ قالُوا أيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ } فأبان بإتباعه ذلك قوله : { أُولَئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الكِتابِ } أن الذي ينالهم من ذلك إنما هو ما كان مقضياً عليهم في الدنيا أن ينالهم ، لأنه قد أخبر أن ذلك ينالهم إلى وقت مجيئهم رسله لتقبض أرواحهم . ولو كان ذلك نصيبهم من الكتاب أو مما قد أعدّ لهم في الآخرة ، لم يكن محدوداً بأنه ينالهم إلى مجيء رسل الله لو فاتهم لأن رسل الله لا تجيئهم للوفاة في الآخرة ، وأن عذابهم في الآخرة لا آخر له ولا انقضاء فإن الله قد قضى عليهم بالخلود فيه ، فبين بذلك أن معناه ما اخترنا من القول فيه . القول في تأويل قوله تعالى : { إذَا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وشَهِدُوا على أنْفُسِهِمْ أنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ } . يعني جلّ ثناؤه بقوله : { حتى إذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا } إلى أن جاءتهم رسلنا ، يقول جلّ ثناؤه : وهؤلاء الذين افتروا على الله الكذب أو كذّبوا بآيات ربهم ، ينالهم حظوظهم التي كتب الله لهم وسبق في علمه لهم من رزق وعمل وأجل وخير وشرّ في الدنيا ، إلى أن تأتيهم رسلنا لقبض أرواحهم . { فإذَا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا } يعني : ملك الموت وجنده . { يَتَوَفَّوْنَهُمْ } يقول : يستوفون عددهم من الدنيا إلى الآخرة . { قالُوا أيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ } يقول : قالت الرسل : أين الذين كنتم تدعونهم أولياء من دون الله وتعبدونهم ، لا يدفعون عنكم ما قد جاءكم من أمر الله الذي هو خالقكم وخالقهم وما قد نزل بساحتكم من عظيم البلاء ، وهلاّ يغيثونكم من كرب ما أنتم فيه فينقذونكم منه فأجابهم الأشقياء ، فقالوا : ضلّ عنا أولياؤنا الذين كنا ندعو من دون الله يعني بقوله : { ضَلُّوا } : جاروا وأخذوا غير طريقنا وتركونا عند حاجتنا إليهم فلم ينفعونا . يقول الله جلّ ثناؤه : وشهد القوم حينئذٍ على أنفسهم أنهم كانوا كافرين بالله جاحدين وحدانيته .