Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 55-55)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ادعوا أيها الناس ربكم وحده ، فأخلصوا له الدعاء دون ما تدعون من دونه من الآلهة والأصنام . { تَضَرُّعاً } يقول : تذللاً واستكانة لطاعته . { وَخُفْيَةً } يقول : بخشوع قلوبكم وصحة اليقين منكم بوحدانيته فيما بينكم وبينه ، لا جهاراً مراءاة ، وقلوبكم غير موقنة بوحدانيته وربوبيته ، فعل أهل النفاق والخداع لله ولرسوله . كما : حدثني المثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن المبارك فضالة ، عن الحسن ، قال : إن كان الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر جاره ، وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوّار وما يشعرون به . ولقد أدركنا أقواماً ما كان على الأرض من عمل يقدرون على أن يعملوه في السرّ فيكون علانية أبداً . ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت إن كان إلاَّ همساً بينهم وبين ربهم وذلك أن الله يقول : { ادْعُوا رَبَّكُمُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } وذلك أن الله ذكر عبداً صالحاً ، فرضي فعله فقال : { إذْ نادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى ، قال : كان النبيّ صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فأشرفوا على واد يكبرون ويهللون ويرفعون أصواتهم ، فقال : " أيُّها النَّاسُ ارْبَعُوا على أنْفُسِكُمْ ، إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ وَلا غائِباً إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعاً قَرِيباً مَعَكُمْ " . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس ، قوله : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخْفْيَةً } قال : السرّ . وأما قوله : { إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ } فإن معناه : إن ربكم لا يحبّ من اعتدى فتجاوز حدّه الذي حدّه لعباده في دعائه ومسألته ربه ، ورفعه صوته فوق الحدّ الذي حدّ لهم في دعائهم إياه ومسألتهم وفي غير ذلك من الأمور . كما : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، قال : أنبأنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان عن عباد بن عباد ، عن علقمة ، عن أبي مجلز : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنه لا يحِبُّ المُعْتَدِينَ } قال : لا يسأل منازل الأنبياء عليهم السلام . حدثني القاسم قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : { إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ } في الدعاء ولا في غير . قال ابن جريج : إن من الدعاء اعتداء يكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء ، ويؤمر بالتضرّع والاستكانة .