Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 59-59)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم ربنا جلّ ثناؤه للمخاطبين بهذه الآية أنه أرسل نوحاً إلى قومه منذرهم بأسه ، ومخوّفهم سخطه على عبادتهم غيره ، فقال لمن كفر منهم : { يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ } الذي له العبادة ، وذلوا له بالطاعة واخضعوا له بالاستكانة ، ودعوا عبادة ما سواه من الأنداد والآلهة ، فإنه ليس لكم معبود يستوجب عليكم العبادة غيره ، فإني أخاف عليكم إن لم تفعلوا ذلك { عَذَابَ يَوْمٍ عظِيم } يعني : عذاب يوم يعظم فيه بلاؤكم بمجيئه إياكم بسخط ربكم . وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله : { غَيْرُهُ } فقرأ ذلك بعض أهل المدينة والكوفة : « ما لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غيرِهِ » يخفض « غير » على النعت للإله . وقرأ جماعة من أهل المدينة والبصرة والكوفة : { مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غٍيْرُهُ } برفع « غيرُ » ، ردّ الهاء على موضع « من » لأن موضعها رفع لو نزعت من الكلام لكان الكلام رفعاً ، وقيل : ما لكم إله غير الله ، فالعرب لما وصفت من أن المعلوم بالكلام أدخلت « من » فيه أو أخرجت ، وإنها تدخلها أحياناً في مثل هذا من الكلام وتخرجها منه أحياناً تردّ ما نعتت به الاسم الذي عملت فيه على لفظه ، فإذا خفضت فعلى كلام واحد ، لأنها نعت للإله وأما إذا رفعت ، فعلى كلامين : ما لكم غيره من إله ، وهذا قول يستضعفه أهل العربية .