Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 12-14)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { ويُمْدِدْكُمْ بأمْوَالٍ وَبَنِينَ } يقول : ويعطكم مع ذلك ربكم أموالاً وبنين ، فيكِّثرها عندكم ويزيد فيما عندكم منها { ويَجْعَل لَكُمْ جَنَّاتٍ } يقول : يرزقكم بساتين ويَجْعَل لَكُمْ أنهاراً تسقون منها جناتكم ومزارعكم وقال ذلك لهم نوح ، لأنهم كانوا فيما ذُكر قوم يحبون الأموال والأولاد . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ثُمَّ إنّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً } … إلى قوله : { ويَجْعَلْ لَكُمْ أنهاراً } قال : رأى نوح قوماً تجزّعت أعناقهم حرصاً على الدنيا ، فقال : هلموا إلى طاعة الله ، فإن فيها درك الدنيا والآخرة . وقوله : { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : ما لكم لا ترون لله عظمة . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول : عظمة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : لا ترون لله عظمة . حدثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، مثله . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح وقيس ، عن مجاهد ، في قوله : { لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : لا تبالون لله عظمة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عمرو بن عبيد ، عن منصور ، عن مجاهد { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : كانوا لا يبالون عظمة الله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول : عظمة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : لا تبالون عظمة ربكم قال : والرجاء : الطمع والمخافة . وقال آخرون : معنى ذلك : لا تعظمون الله حقّ عظمته . ذكر من قال ذلك : حدثني سلم بن جنادة ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : ما لكم لا تعظمون الله حقّ عظمته . وقال آخرون : ما لكم لا تعلمون لله عظمة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } يقول : ما لكم لا تعلمون لله عظمة . وقال آخرون : بل معنى ذلك ما لكم لا ترجون لله عاقبة . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } أي عاقبة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : لا ترجون لله عاقبة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ما لكم لا ترجون لله طاعة . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : { ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً } قال : الوقار : الطاعة . وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال : معنى ذلك : ما لكم لا تخافون لله عظمة ، وذلك أن الرجاء قد تضعه العرب إذا صحبه الجحد في موضع الخوف ، كما قال أبو ذُؤيب : @ إذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَها وخَالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَوَاسِلِ @@ يعني بقوله : « لم يرج » : لم يخف . وقوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } يقول : وقد خلقكم حالاً بعد حال ، طوراً نُطْفة ، وطوراً عَلَقة ، وطورا مضغة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } يقول : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } قال : من تراب ، ثم من نطفة ، ثم من علقة ، ثم ما ذكر حتى يتمّ خلقه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } طوراً نطفة ، وطوراً علقة ، وطوراً عظاماً ، ثم كسا العظام لحماً ، ثم أنشأه خلقاً آخر ، أنبت به الشعر ، فتبارك الله أحسن الخالقين . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } قال : نطفة ، ثم علقة ، ثم خلقاً طوراً بعد طور . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } يقول : من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } قال : طوراً النطفة ، ثم طوراً أمشاجاً حين يمشج النطفة الدم ، ثم يغلب الدم على النطفة ، فتكون علقة ، ثم تكون مضغة ، ثم تكون عظاماً ، ثم تُكسي العظام لحماً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أطْوَاراً } قال : نطفة ، ثم علقة ، شيئاً بعد شيء .