Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 15-18)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه ، لقومه المشركين بربهم ، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته : { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق : مصدر من قولهم : طابقت مطابقة وطباقاً . وإنما عني بذلك : كيف خلق الله سبع سموات ، سماء فوق سماء مطابقة . وقوله : { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول : { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً } . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول : إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء ، اقرءوا إن شئتم : { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } … إلى آخر الآية . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن عبد الله بن عمرو أنه قال : إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات ، وأقفيتهما قِبَل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله : { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول : خلق القمر يوم خلق سبع سموات . وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : إنما قيل { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } على المجاز ، كما يقال : أتيت بني تميم ، وإنما أتى بعضهم { واللَّهُ أنْبَتَكُم مِنَ الأرْض نَباتاً } يقول : والله أنشأكم من تراب الأرض ، فخلقكم منه إنشاء { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها } يقول : ثم يعيدكم في الأرض كما كنتم تراباً فيصيركم كما كنتم من قبل أن يخلقكم { ويُخْرِجُكُمْ إخْرَاجاً } يقول ويخرجكم منها إذا شاء أحياء كما كنتم بشراً من قبل أن يعيدكم فيها ، فيصيركم تراباً إخراجاً .