Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 23-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لمشركي العرب : إني لا أملك لكم ضرّاً ولا رشداً { إلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ } يقول : إلاّ أن أبلغكم من الله ما أمرني بتبليغكم إياه ، وإلا رسالاته التي أرسلني بها إليكم فأما الرشد والخذلان ، فبيد الله ، هو مالكه دون سائر خلقه يهدى من يشاء ويخذل من أراد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ } فذلك الذي أملك بلاغاً من الله ورسالاته . وقد يحتمل ذلك معنى آخر ، وهو أن تكون « إلا » حرفين ، وتكون « لا » منقطعة من « إن » فيكون معنى الكلام : قل إني لن يجيرني من الله أحد إن لم أبلغ رسالاته ويكون نصب البلاغ من إضمار فعل من الجزاء كقول القائل : إن لا قياماً فقعوداً ، وإن لا إعطاء فردًّا جميلاً ، بمعنى : إن لا تفعل الإعطاء فردّاً جميلاً . وقوله : { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فإنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ } يقول تعالى ذكره : ومن يعص الله فيما أمره ونهاه ، ويكذّب به ورسوله ، فجحد رسالاته ، فإن له نار جهنم يصلاها { خالِدِينَ فِيها أبَداً } يقول : ماكثين فيها أبداً إلى غير نهاية . وقوله : { حتى إذَا رأَوْا ما يُوعَدُونَ } يقول تعالى ذكره : إذا عاينوا ما يعدهم ربهم من العذاب وقيام الساعة { فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أضْعَفُ ناصِراً وأقَلُّ عَدَداً } أجند الله الذي أشركوا به ، أم هؤلاء المشركون به .