Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 17-18)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره للمشركين به : فكيف تخافون أيها الناس يوماً يجعل الولدان شيباً إن كفرتم بالله ، ولم تصدّقوا به . وذُكر أن ذلك كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً } يقول : كيف تتقون يوماً وأنتم قد كفرتم به ولا تصدّقون به . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إنْ كَفَرْتُمْ } قال : والله لا يتقي من كفر بالله ذلك اليوم . وقوله : { يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً } يعني يوم القيامة ، وإنما تشيب الولدان من شدّة هوله وكربه ، كما : حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً } كان ابن مسعود يقول : « إذا كان يومُ القيامة دعا ربُّنا المَلِكُ آدمَ ، فيقول : يا آدم قم فابعث بعث النار ، فيقول آدم : أي ربّ لا علم لي إلاّ ما علمتني ، فيقول الله له : أخرج من كلّ ألف تسع مائة وتسعة وتسعين ، فيُساقون إلى النار سُوداً مقرنين ، زُرقاً كالِحِين ، فيشيب هنالك كلّ وليد » . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { يَوْماً يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً } قال : تشيب الصغار من كرب ذلك اليوم . وقوله : { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } يقول تعالى ذكره : السماء مثقلة بذلك اليوم متصدّعة متشققة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } يعني : تشقَّق السماء حين ينزل الرحمن جلّ وعزّ . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : مثقلة به . حدثنا أبو حفص الحيري ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا أبو مودود ، عن الحسن ، في قوله : { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : مثقلة محزونة يوم القيامة . حدثني عليّ بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا أبو مودود بحر بن موسى ، قال : سمعت ابن أبي عليّ يقول في هذه الآية ، ثم ذكر نحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : مثقلة به . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أبو رجاء ، عن الحسن ، في قوله { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : موقرة مثقلة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } يقول : مثقل به ذلك اليوم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : هذا يوم القيامة ، فجعل الولدان شيباً ، ويوم تنفطر السماء ، وقرأ : { إذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ } وقال : هذا كله يوم القيامة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عبد الله بن يحيى ، عن عكرمة ، عن ابن عباس { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : ممتلئة به ، بلسان الحبشة . حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرِمة ، ولم يسمعه عن ابن عباس { السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ } قال : ممتلئة به . وذُكرت السماء في هذا الموضع لأن العرب تذكرها وتؤنثها ، فمن ذكرها وجهها إلى السقف ، كما يقال : هذا سماء البيت : لسقفه . وقد يجوز أن يكون تذكيرهم إياها لأنها من الأسماء التي لا فصل فيها بين مؤنثها ومذكرها ومن التذكير قول الشاعر : @ فَلَوْ رَفَعَ السَّماءُ إلَيْهِ قَوْماً لَحقْنا بالسَّماءِ مَعَ السَّحابِ @@ وقوله : { كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } يقول تعالى ذكره : كان ما وعد الله من أمر أن يفعله مفعولاً ، لأنه لا يخلف وعده ، وما وعد أن يفعله تكوينه يوم تكون الولدان شيباً يقول : فاحذروا ذلك اليوم أيها الناس ، فإنه كائن لا محالة .