Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني بقوله : { يأَيُّها المُزَّمِّلُ } هو الملتفّ بثيابه . وإنما عني بذلك نبيّ الله صلى الله عليه وسلم . واختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية من التزمُّل ، فقال بعضهم : وصفه بأنه مُتَزمل في ثيابه ، متأهب للصلاة . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يَأَيُّها المُزَّمِّل } : أي المتزمل في ثيابه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { يَأَيُّها المُزَّمِّلُ } هو الذي تزمَّل بثيابه . وقال آخرون : وصفه بأنه متزمِّل النبوّة والرسالة . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثني عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، عن عكرِمة ، في قوله : { يأيُّها المُزَّمِلُ قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً } قال : زُمِّلت هذا الأمر فقم به . قال أبو جعفر : والذي هو أولى القولين بتأويل ذلك ، ما قاله قتادة ، لأنه قد عقبه بقوله : { قُم اللَّيْلَ } فكان ذلك بيانا عن أن وصفه بالتزمُّل بالثياب للصلاة ، وأن ذلك هو أظهر معنييه . وقوله : { قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً } يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قم الليل } يا محمد كله { إلا قليلاً } منه ، { نِصْفَهُ } يقول : قم نصف الليل { أو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أوْ زِدْ عَلَيْهِ } يقول : أو زد عليه خَيره الله تعالى ذكره حين فرض عليه قيام الليل بين هذه المنازل أيّ ذلك شاء فعل ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما ذُكر يقومون الليل ، نحو قيامهم في شهر رمضان فيما ذُكر حتى خفف ذلك عنهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو أُسامة ، عن مسعر ، قال : ثنا سماك الحنفي ، قال : سمعت ابن عباس يقول : لما نزل أوّل المزمل ، كانوا يقومون نحواً من قيامهم في رمضان ، وكان بين أوّلها وآخرها قريب من سنة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا محمد بن بشر ، عن مِسْعر ، قال : ثنا سماك ، أنه سمع ابن عباس يقول ، فذكر نحوه . إلا أنه قال : نحواً من قيامهم في شهر رمضان . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يزيد بن حيان ، عن موسى بن عبيدة ، قال : ثني محمد بن طَحْلاء مولى أمّ سلمة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : كنت أجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيراً يصلي عليه من الليل ، فتسامع به الناس ، فاجتمعوا ، فخرج كالمغضَب ، وكان بهم رحيماً ، فخشي أن يُكتب عليهم قيام الليل ، فقال : " يا أيُّها النَّاسُ اكْلَفُوا مِنَ الأعْمال ما تُطِيقُونَ ، فإنَّ الله لا يَمَلُّ مِنَ الثَّوَابِ حتى تَمَلُّوا مِنَ العَمَلِ وخَيْرُ الأعْمالِ ما دُمْتُمْ عَلَيْهِ " ونزل القرآن : { يأَيُّها المُزَّمِّلِ قُمِ اللَّيْلِ إلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ } حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق ، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر ، فرأى الله ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام الليل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن موسى بن عبيدة الحميري ، عن محمد بن طحلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : كنت أشتري لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصيرا ، فكان يقوم عليه من أوّل الليل ، فتسمع الناس بصلاته ، فاجتمعت جماعة من الناس فلما رأى اجتماعهم كره ذلك ، فخشي أن يكتب عليهم ، فدخل البيت كالمغضب ، فجعلوا يتنحنحون ويتسعَّلون حتى خرج إليهم ، فقال : " يا أيُّها النَّاسُ إنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا يعني من الثواب فاكْلَفُوا مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُونَ فإنَّ خَيْرَ الَعمَلِ أدْوَمُهُ وَإنْ قَلَّ " ونزلت عليه : { يأيُّها المُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً } السورة قال : فكتبت عليهم ، وأنزلت بمنزلة الفريضة حتى إن كان أحدهم ليربط الحبل فيتعلق به فلما رأى الله ما يكلفون مما يبتغون به وجه الله ورضاه ، وضع ذلك عنهم ، فقال : { إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أنَّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ } … إلى { عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ } فردّهم إلى الفريضة ، ووضع عنهم النافلة ، إلا ما تطوّعوا به . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { قُمِ اللَّيْلِ إلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } فأمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلاً ، فشقّ ذلك على المؤمنين ، ثم خفَّف عنهم فرحمهم ، وأنزل الله بعد هذا : { عَلِمَ أنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ } … إلى قوله { فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ } فوسع الله وله الحمد ، ولم يضيق . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : لما أنزل الله على نبيه : { يأيُّها المُزَّمِّلُ } قال : مكث النبيّ صلى الله عليه وسلم على هذا الحال عشر سنين يقوم الليل كما أمره الله ، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه ، فأنزل الله عليه بعد عشر سنين : { إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أنَّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ } … إلى قوله : { وأقِيمُوا الصَّلاةَ } فخفَّ الله عنهم بعد عشر سنين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح عن الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة والحسن ، قالا : قال في سورة المزمل { قُمِ اللَّيْلِ إلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِد عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } نسختها الآية التي فيها : { عَلِمَ أنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ } حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً } قاموا حولاً أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم ، فأنزل الله تخفيفا بعد في آخر السورة . حدثنا ابن حميد ، . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن قيس بن وهب ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : لما نزلت : { يأيُّها المُزَّمِّلُ } قاموا بها حولاً حتى ورمت أقدامهم وسوقهم حتى نزلت : { فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ } فاستراح الناس . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جرير بياع المُلاء عن الحسن ، قال : الحمد لله تطوّع بعد فريضة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن ، قال لما نزلت { يأيُّها المُزَّمِّلُ } … الآية ، قام المسلمون حولاً ، فمنهم من أطاقه ، ومنهم من لم يطقه ، حتى نزلت الرخصة . قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : لما نزل أوّل المزّمل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان ، وكان بين أوّلها وآخرها نحو من سنة . وقوله : { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } يقول جلّ وعزّ : وبين القرآن إذا قرأته تبيينا ، وترسل فيه ترسلاً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أبو رجاء ، عن الحسن ، في قوله { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال : اقرأه قراءة بينة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } فقال : بعضه على أثر بعض . حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي ، قال : ثنا جعفر بن عون ، قال : أخبرنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } فقال : بعضه على أثر بعض . على تؤدة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله الله { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال : ترسل فيه ترسلاً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } فقال : بعضه على أثر بعض . حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج ، عن عطاء { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال : الترتيل النَّبْذ : الطَّرْح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال بينه بياناً . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مِقْسم ، عن ابن عباس { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال : بيَّنه بياناً . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً } قال : بعضه على أثر بعض .