Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 38-45)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : كلّ نفس مأمورة منهية بما عملت من معصية الله في الدنيا ، رهينة في جهنم { إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } فإنهم غير مرتهنين ، ولكنهم { فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ } عن المجرمين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } يقول : مأخوذة بعملها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } قال : غَلِقَ الناس كلهم إلا أصحاب اليمين . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } قال : لا يحاسبون . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : { كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } : أصحابُ اليمين لا يرتهنون بذنوبهم ، ولكن يغفرها الله لهم وقرأ قول الله : { إلاَّ عِبَادَ اللَّهِ المُخْلَصِينَ } قال : لا يؤاخذهم الله بسيىء أعمالهم ، ولكن يغفرها الله لهم ، ويتجاوز عنهم كما وعدهم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } قال : كل نفس سبقت له كلمة العذاب يرتهنه الله في النار ، لا يرتهن الله أحداً من أهل الجنة ، ألم تسمع أنه قال : { كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } يقول : ليسوا رهينة { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ } . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله { إلاَّ أصحَابَ اليَمينِ } قال : إن كان أحدهم سبقت له كلمة العذاب جُعلَ منزله في النار يكون فيها رهناً ، وليس يرتهن أحد من أهل الجنة هم في جنات يتساءلون . واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هم أطفال المسلمين . ذكر من قال ذلك : حدثني واصل بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن عثمان ، عن زاذان ، عن عليّ رضي الله عنه في هذه الآية : { كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } قال : هم الولدان . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن عثمان أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر عن عليّ رضي الله عنه في قوله { كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إلاَّ أصحَابَ اليَمِينِ } قال : أطفال المسلمين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان ، عن زاذان أبي عمر ، عن عليّ رضي الله عنه { إلاَّ أصحَابَ اليَمِين } قال : أولاد المسلمين . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن عليّ رضي الله عنه { إلاَّ أصحَابَ اليَمِين } قال : هم الولدان . وقال آخرون : هم الملائكة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال : هم الملائكة . وإنما قال من قال : أصحاب اليمين في هذا الموضع : هم الولدان وأطفال المسلمين ومن قال : هم الملائكة ، لأن هؤلاء لم يكن لهم ذنوب ، وقالوا : لم يكونوا ليسألوا المجرمين { ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } إلا أنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم ، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر ، لأن كلّ من دخل من بني آدم ممن بلغ حدّ التكليف ، ولزِمه فرض الأمر والنهي ، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية . وقوله : { فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَن المُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } يقول : أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سُلكوا في سقر ، أيّ شيء سلككم في سقر ؟ { قالُوا لَمْ نَك مِنَ المُصَلِّينَ } يقول : قال المجرمون لهم : لم نك في الدنيا من المصلين لله { وَلمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ } بخلاً بما خوّلهم الله ، ومنعا له من حقه . { وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ } يقول : وكنا نخوض في الباطل وفيما يكرهه الله مع من يخوض فيه ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ } قال : كلما غوى غاوٍ غوينا معه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله { وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ } قال : يقولون : كلما غوى غاو غوينا معه .