Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 46-49)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { وكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّين } يقول تعالى ذكره : قالوا : وكنا نكذّب بيوم المجازاة والثواب والعذاب ، ولا نصدّق بثواب ولا عقاب ولا حساب { حتى أتانا اليَقِينُ } يقول : قالوا : حتى أتانا الموت الموقن به { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ } يقول : فما يشفع لهم الذين شفعهم الله في أهل الذنوب من أهل التوحيد ، فتنفعهم شفاعتهم . وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الله تعالى ذكره مشفعٌ بعضَ خلقه في بعض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : ثنا أبو الزعراء ، عن عبد الله في قصة ذكرها في الشفاعة ، قال : ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون ، ويشفعهم الله فيقول : أنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ثم قرأ عبد الله : يا أيها الكفار { ما سَلَكَكُمْ في سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّين } وعقد بيده أربعاً ، ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير ، ألا ما يُترك فيها أحد فيه خير . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن إدريس ، قال : سمعت عمي وإسماعيل بن أبي خالد ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، قال : قال عبد الله : لا يبقى في النار إلا أربعة أو ذو الأربعة . الشكّ من أبي جعفر الطبري ثم يتلو : { ما سَلَكَكُمْ في سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْم الدّينِ } حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ } تعلمن أن الله يشفع المؤمنين يوم القيامة . ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إنَّ مِنْ أُمَّتِي رجُلاً يُدْخِلُ اللَّهُ بِشَفاعَتِهِ الجَنَّةَ أكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ " قال الحسن : أكثر من ربيعة ومضر ، كنا نحدَّث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر ، عن قتادة { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ } قال : تعلمن أن الله يشفع بعضهم في بعض . قال : ثنا أبو ثور ، قال معمر : وأخبرني من سمع أنس بن مالك يقول : إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة والرجل . قال : ثنا أبو ثور ، عن معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : يدخل الله بشفاعة رجل من هذه الأمة الجنة مثل بني تميم ، أو قال : أكثر من بني تميم ، وقال الحسن : مثل ربيعة ومضر . وقوله : { فَمَا لَهُمْ عَن التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } يقول : فما لهؤلاء المشركين عن تذكرة الله إياهم بهذا القرآن معرضين ، لا يستمعون لها فيتعظوا ويعتبروا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } أي عن هذا القرآن .