Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 54-56)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني جلّ ثناؤه بقوله : { كَلاَّ إنَّهُ تَذْكِرَةٌ } ليس الأمر كما يقول هؤلاء المشركون في هذا القرآن من أنه سحر يؤثر ، وأنه قول البشر ، ولكنه تذكرة من الله لخلقه ، ذكرهم به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كَلاَّ إنَّهُ تَذْكِرَةٌ } أي القرآن . وقوله : { فَمَن شاءَ ذَكَرَه } يقول تعالى ذكره : فمن شاء من عباد الله الذين ذكرهم الله بهذا القرآن ذكره ، فاتعظ فاستعمل ما فيه من أمر الله ونهيه { وَما يَذْكُرُونَ إلاَّ أنْ يَشاءَ اللَّهُ } يقول تعالى ذكره : وما يذكرون هذا القرآن فيتعظون به ، ويتسعملون ما فيه ، إلا أن يشاء الله أن يذكروه ، لأنه لا أحد يقدر على شيء إلا بأن يشاء الله يقدره عليه ، ويعطيه القدرة عليه . وقوله : { هُوَ أهْلُ التَّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ } يقول تعالى ذكره : الله أهل أن يتقي عبادُه عقابهَ على معصيتهم إياه ، فيجتنبوا معاصيه ، ويُسارعوا إلى طاعته ، { وأهل المغفرة } يقول : هو أهل أن يغفر ذنوبهم إذا هم فعلوا ذلك ، ولا يعاقبهم عليها مع توبتهم منها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { هُوَ أهْلُ التَّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ } ربنا محقوق أن تتقى محارمه ، وهو أهل المغفرة يغفر الذنوب . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { هُوَ أهْلُ التَّقْوَى وأهْلُ المَغْفِرَةِ } قال : أهل أن تتقى محارمه ، وأهل المغفرة : أهل أن يغفر الذنوب .