Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 50-53)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فما لهؤلاء المشركين بالله عن التذكرِة معرِضين ، مولِّين عنها تولية الحُمُر المستنفرة { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } . واختلف القرّاء في قراءة قوله : { مُسْتَنْفِرَةٌ } ، فقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بكسر الفاء ، وفي قراءة بعض المكيين أيضاً بمعنى نافرة . والصواب من القول في ذلك عندنا ، أنهما قراءتان معروفتان ، صحيحتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وكان الفرّاء يقول : الفتح والكسر في ذلك كثيران في كلام العرب وأنشد : @ أمْسِكْ حِمارَكَ إنَّهُ مُسْتَنْفِرٌ فِي إثْرِ أحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّب @@ وقوله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } اختلف أهل التأويل في معنى القسورة ، فقال بعضهم : هم الرماة . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو السائب ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : الرماة . حدثني ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن أبي موسى { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : الرماة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هي الرماة . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { قَسْوَرَةٍ } قال : عصَبة قناص من الرماة . زاد الحارث في حديثه . قال : وقال بعضهم في القسورة : هو الأسد ، وبعضهم : الرماة . حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سِماك ، عن عكرِمة ، في قوله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : القسورة : الرماة ، فقال رجل لعكرِمة : هو الأسد بلسان الحبشة ، فقال عكرِمة : اسم الأسد بلسان الحبشة عنبسة . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال : أخبرنا أبو رجاء ، عن عكرِمة ، في قوله { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : الرماة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن عبد الله السلولي ، عن ابن عباس ، قال : هي الرماة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } وهم الرماة القناص . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : قسورة النبَّل . وقال آخرون : هم القُنَّاص . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } يعني : رجال القَنْص . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبير في هذه الآية { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هم القناص . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جُبير قال : هم القناص . وقال آخرون : هم جماعة الرجال . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن أبي حمزة ، قال : سألت ابن عباس عن القسورة ، فقال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب : الأسد هي عصب الرجال . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هي عِصب الرجال . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي يحدّث ، قال : ثنا داود ، قال : ثني عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم ، قال : سئل ابن عباس عن القسورة ، قال : جمع الرجال ، ألم تسمع ما قالت فلانة في الجاهلية : @ يا بِنْتَ لُؤَيّ خَيْرَةً لخَيْرَه أحْوَالُها في الحَيّ مِثلُ القَسْوَرَهْ @@ وقال آخرون : هي أصوات الرجال . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : ركز الناس أصواتهم . قال أبو كريب ، قال سفيان : هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أحَدٍ أوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزا . وقال آخرون : بل هو الأسد . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هو الأسد . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن سيلان ، أن أبا هريرة كان يقول في قول الله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هو الأسد . حدثني محمد بن معمر ، قال : ثنا هشام ، عن زيد بن أسلم ، في قول الله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : الأسد . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني داود بن قيس عن زيد بن أسلم ، في قول الله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هو الأسد . حدثني محمد بن خالد بن خداش ، قال ثني سلم بن قتيبة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أنه سُئل عن قوله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : هو بالعربية : الأسد ، وبالفارسية : شار ، وبالنبطية : أريا ، وبالحبشية : قسورة . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } يقول : الأسد . حدثني أبو السائب ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة قال : الأسد . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } قال : القسورة : الأسد . وقوله : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤَتى صُحُفاً مَنَشَّرَةً } يقول تعالى ذكره : ما بهؤلاء المشركين في إعراضهم عن هذا القرآن أنهم لا يعلمون أنه من عند الله ، ولكن كلّ رجل منهم يريد أن يؤتى كتاباً من السماء ينزل عليه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتَي صُحُفاً مُنَشَّرَةً } قال : قد قال قائلون من الناس : يا محمد إن سرّك أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وفلان ، نؤمر فيه باتباعك ، قال قتادة : يريدون أن يؤتوا براءة بغير عمل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمْ أنْ يُؤْتَي صُحُفاً مُنَشَّرَةً } قال : إلى فلان من ربّ العالمين . وقوله : { كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآخِرَةَ } يقول تعالى ذكره : ما الأمر كما يزعمون من أنهم لو أوتوا صحفا منشَّرة صدّقوا ، بل لا يخافون الآخرة ، يقول : لكنهم لا يخافون عقاب الله ، ولا يصدّقون بالبعث والثواب والعقاب فذلك الذي دعاهم إلى الإعراض عن تذكرة الله ، وهوّن عليهم ترك الاستماع لوحيه وتنزيله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { كَلاَّ بَلْ لا يخافُونَ الآخِرَةَ } إنما أفسدهم أنهم كانوا لا يصدّقون بالآخرة ، ولا يخافونها ، هو الذي أفسدهم .