Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 20-25)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لعباده المخاطبين بهذا القرآن المؤثرين زينة الحياة الدنيا على الآخرة : ليس الأمر كما تقولون أيها الناس من أنكم لا تبعثون بعد مماتكم ، ولا تجازون بأعمالكم ، لكن الذي دعاكم إلى قيل ذلك محبتكم الدنيا العاجلة ، وإيثاركم شهواتها على آجل الآخرة ونعيمها ، فأنتم تؤمنون بالعاجلة ، وتكذّبون بالآجلة ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ } اختار أكثر الناس العاجلة ، إلاّ من رحم الله وعصم . وقوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } يقول تعالى ذكره : وجوه يومئذٍ ، يعني يوم القيامة ناضرة : يقول حسنة جميلة من النعيم يقال من ذلك : نَضُر وجه فلان : إذا حَسُن من النعمة ، ونضَّر الله وجهه : إذا حسَّنه كذلك . واختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم بالذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا المبارك ، عن الحسن { وُجُوهٌ يَوْمئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : حسنة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : نُضرة الوجوه : حُسنها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : الناضرة : الناعمة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : الوجوه الحسنة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : من السرور والنعيم والغبطة . وقال آخرون : بل معنى ذلك أنها مسرورة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : مسرورة . { إلى رَبها ناظِرَة } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : أنها تنظر إلى ربها . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا : ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق ، قال : ثنا الحسين بن واقد ، عن يزيد النحويّ ، عن عكرِمة { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنظر إلى ربها نظراً . حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، قال : سمعت أبي يقول : أخبرني الحسين بن واقد في قوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } من النعيم { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : أخبرني يزيد النحوي ، عن عكرِمة وإسماعيل بن أبي خالد ، وأشياخ من أهل الكوفة ، قال : تنظر إلى ربها نظراً . حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : ثنا آدم قال : ثنا المبارك ، عن الحسن ، في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : حسنة { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنظر إلى الخالق ، وحُقَّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق . حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا خالد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا أبو عرفجة ، عن عطية العوفي ، في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته ، وبصره محيط بهم ، فذلك قوله : { لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ } وقال آخرون : بل معنى ذلك : أنها تنتظر الثواب من ربها . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عمر بن عبيد ، عن منصور ، عن مجاهد { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر منه الثواب . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر الثواب من ربها . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر الثواب . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور عن مجاهد { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر الثواب من ربها ، لا يراه من خلقه شيء . حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الأعمش ، عن مجاهد { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ } قال : نضرة من النعيم { إلى رَبِّها ناظِرَةً } قال : تنتظر رزقه وفضله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان أناس يقولون في حديث ، « فيرون ربهم » فقلت لمجاهد : إن ناساً يقولون إنه يُرَى ، قال : يَرى ولا يراه شيء . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر من ربها ما أمر لها . حدثني أبو الخطاب الحساني ، قال : ثنا مالك ، عن سفيان ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنتظر الثواب . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن ثوير ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : « إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى مُلكه وسُرُرِه وخدمه مسيرة ألف سنة ، يرى أقصاه كما يرى أدناه ، وإن أرفع أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى وجه الله بُكرة وعشية » . قال : ثنا ابن يمان ، قال : ثنا أشجع ، عن أبي الصهباء الموصلي ، قال : « إن أدنى أهل الجنة منزلة ، من يرى سرره وخدمه ومُلكَهُ في مسيرة ألف سنة ، فيرى أقصاه كما يرى أدناه وإن أفضلهم منزلة ، من ينظر إلى وجه الله غدوة وعشية » . وأولى القولين في ذلك عندنا بالصواب القول الذي ذكرناه عن الحسن وعكرِمة ، من أن معنى ذلك تنظر إلى خالقها ، وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : حدثني عليّ بن الحسين بن أبجر ، قال ثنا مصعب بن المقدام ، قال : ثنا إسرائيل بن يونس ، عن ثوير ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ أدْنى أهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ ألْفَيْ سَنَةٍ قال : وإنَّ أفضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَن يَنْظُرُ في وَجْهِ اللَّهِ كُلَّ يَوْم مَرَّتَينِ قال : ثم تلا : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ قال : { بالبياض والصفاء } ، قال : { إلى رَبِّها ناظِرَةٌ } قال : تنظر كلّ يوم في وجه الله عزّ وجلّ " وقوله : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ } يقول تعالى ذكره : ووجوه يومئذٍ متغيرة الألوان ، مسودّة كالحة يقال : بسرت وجهه أبسره بسراً : إذا فعلت ذلك ، وبسر وجهه فهو باسر بيِّن البسور . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { باسِرَةٌ } قال : كاشرة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ } : أي كالحة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { باسِرَةٌ } قال : عابسة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { باسِرَةٌ } قال : عابسة . وقوله { تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ } يقول تعالى ذكره : تعلم أنه يفعل بها داهية والفاقرة : الداهية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ } قال : داهية . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ } أي شرّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : { تَظُنُّ أنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ } قال : تظنّ أنها ستدخل النار ، قال : تلك الفاقرة ، وأصل الفاقرة : الوسم الذي يُفْقَر به على الأنف .