Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 26-30)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ليس الأمر كما يظنّ هؤلاء المشركون من أنهم لا يعاقبون على شركهم ومعصيتهم ربهم بل إذا بلغت نفس أحدهم التراقي عند مماته وحشرج بها . وقال ابن زيد في قوله الله : { كَلاَّ إذَا بَلَغَتِ التَراقي } قال : التراقي : نفسه . حدثني بذلك يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } يقول تعالى ذكره : وقال أهله : من ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به ، وطلبوا له الأطباء والمداوين ، فلم يغنوا عنه من أمر الله الذي قد نزل به شيئاً . واختلف أهل التأويل في معنى قوله : { مَنْ رَاقٍ } فقال بعضهم نحو الذي قلنا في ذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب وأبو هشام ، قالا : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرِمة { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : هل من راقٍ يرقي ؟ حدثنا أبو كُرَيب وأبو هشام ، قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن شبيب ، عن أبي قلابة { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : هل من طبيب شاف . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران عن سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن شبيب ، عن أبي قلابة ، مثله . حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن أبي بسطام ، عن الضحاك بن مزاحم في قول الله تعالى ذكره : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : هو الطبيب . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن جويبر ، عن الضحاك في { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : هل من مداوٍ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } : أي التمسوا له الأطباء فلم يُغْنوا عنه من قضاء الله شيئاً . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن يزيد في قوله : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : أين الأطباء ، والرُّقاة : من يرقيه من الموت . وقال آخرون : بل هذا من قول الملائكة بعضهم لبعض ، يقول بعضهم لبعض : من يَرقى بنفسه فيصعد بها . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس { كَلاَّ إذَا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : إذا بلغت نفسه يرقى بها ، قالت الملائكة : من يصعد بها ، ملائكة الرحمة ، أو ملائكة العذاب ؟ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، في قوله : { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } قال : بلغني عن أبي قلابة قال : هل من طبيب ؟ قال : وبلغني عن أبي الجوزاء أنه قال : قالت الملائكة بعضهم لبعض : من يرقَى : ملائكة الرحمة ، أو ملائكة العذاب ؟ . وقوله : { وَظَنَّ أنَّه الفِرَاقُ } يقول تعالى ذكره : وأيقن الذي قد نزل ذلك به أنه فراق الدنيا والأهل والمال والولد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَظَنَّ أنَّهُ الفِرَاقُ } : أي استيقن أنه الفراق . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وظَنَّ أنَّهُ الفِراقُ } قال : ليس أحد من خلق الله يدفع الموت ، ولا ينكره ، ولكن لا يدري يموت من ذلك المرض أو من غيره ؟ فالظنّ كما ههنا هذا . وقوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : والتفَّت شدّة أمر الدنيا بشدّة أمر الآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس { وَالْتَفَّتِ السَّاقِ } قال : الدنيا بالآخرة شدّة . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } يقول : آخر يوم من الدنيا ، وأوّل يوم من الآخرة ، فتلتقي الشدّة بالشدّة ، إلا من رحم الله . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } يقول : والتفَّت الدنيا بالآخرة ، وذلك ساق الدنيا والآخرة ، ألم تسمع أنه يقول : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ } . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنا الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : التفّ أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت . حدثنا أبو كريب وأبو هشام ، قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد ، قال : آخر يوم من الدنيا ، وأول يوم من الآخرة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : قال الحسن : ساق الدنيا بالآخرة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن مجاهد ، قال : هو أمر الدنيا والآخرة عند الموت . حدثني عليّ بن الحسين ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أبي سنان الشيباني ، عن ثابت ، عن الضحاك في قوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : أهل الدنيا يجهزون الجسد ، وأهل الآخرة يجهزون الروح . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الضحاك ، قال : اجتمع عليه أمران : الناس يجهِّزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : ساق الدنيا بساق الآخرة . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا جعفر بن عون ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، مثله وزاد : ويقال : التفافهما عند الموت . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن يمان ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية قال : الدنيا والآخرة . قال : ثنا ابن يمان ، عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، قال : أمر الدنيا بأمر الآخرة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : أمر الدنيا بأمر الآخرة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { والْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : الشدّة بالشدّة ، ساق الدنيا بساق الآخرة . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، قال : سألت إسماعيل بن أبي خالد ، فقال : عمل الدنيا بعمل الآخرة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سلمة ، عن الضحاك ، قال : هما الدنيا والآخرة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : العلماء يقولون فيه قولين : منهم من يقول : ساق الآخرة بساق الدنيا . وقال آخرون : قلّ ميت يموت إلا التفَّت إحدى ساقيه بالأخرى . قال ابن زيد : غير أنَّا لا نشكّ أنها ساق الآخرة ، وقرأ : { إلى رَبِّك يَوْمَئِذٍ المَساقُ } قال : لما التفَّت الآخرة بالدنيا ، كان المساق إلى الله ، قال : وهو أكثر قول من يقول ذلك . وقال آخرون : بل معنى ذلك : التفَّت ساقا الميت إذا لفتا في الكفن . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، قال : ثنا بشير بن المهاجر ، عن الحسن ، في قوله : { والْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : لفُّهما في الكفن . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا وكيع وابن اليمان ، عن بشير بن المهاجر ، عن الحسن ، قال : هما ساقاك إذا لفَّتا في الكفن . حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع عن بشير بن المهاجر ، عن الحسن ، مثله . وقال آخرون : بل معنى ذلك : التفاف ساقي الميت عند الموت . ذكر من قال ذلك : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا بشر بن المفضل ، قال : ثنا داود ، عن عامر { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : ساقا الميت . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الوهاب وعبد الأعلى ، قالا : ثنا داود ، عن عامر ، قال : التفَّتْ ساقاه عند الموت . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني ابن أبي عديّ ، عن داود ، عن الشعبيّ ، مثله . حدثني إسحاق بن شاهين ، قال : ثنا خالد ، عن داود ، عن عامر ، بنحوه . حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حصين عن أبي مالك { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : عند الموت . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السديّ ، عن أبي مالك ، قال : التفَّت ساقاك عند الموت . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } : لفَّهما أمر الله . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر قال : قال الحسن : ساقا ابن آدم عند الموت . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل السديّ ، عن أبي مالك { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : هما ساقاه إذا ضمت إحداهما بالأخرى . حدثنا ابن بشار وابن المثنى ، قالا : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال قتادة : أما رأيته إذا ضرب برجله رجله الأخرى . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } : ماتت رجلاه فلا يحملانه إلى شيء ، فقد كان عليهما جوّالاً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن السديّ ، عن أبي مالك { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : ساقاه عند الموت . وقال آخرون : عُنِيَ بذلك يبسهما عند الموت . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن السديّ ، عن أبي مالك { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : يبسهما عند الموت . حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن السديّ ، مثله . وقال آخرون : معنى ذلك : والتفّ أمر بأمر . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا : ثنا وكيع ، قال : ثنا ابن أبي خالد ، عن أبي عيسى { وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } قال : الأمر بالأمر . وقال آخرون : بل عنى بذلك : والتفّ بلاء ببلاء . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ، قال : بلاء ببلاء . وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندي قول من قال : معنى ذلك : والتفَّت ساق الدنيا بساق الآخرة ، وذلك شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع والذي يدّل على أن ذلك تأويله ، قوله : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ } والعرب تقول لكلّ أمر اشتدّ : قد شمرّ عن ساقه ، وكشف عن ساقه ومنه قول الشاعر : @ إذَا شَمَّرَتْ لَكَ عَنْ ساقهافَرِنْها رَبِيعُ وَلا تَسأَم @@ عنى بقوله : { الْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ } : التصقت إحدى الشِّدّتين بالأخرى ، كما يقال للمرأة إذا التصقت إحدى فخذيها بالأخرى : لفَّاء . وقوله : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ } يقول : إلى ربك يا محمد يوم التفاف الساق بالساق مساقه .