Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 5-12)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : ما يجهل ابن آدم أن ربه قادر على أن يجمع عظامه ، ولكنه يريد أن يمضي أمامه قُدُما في معاصي الله ، لا يثنيه عنها شيء ، ولا يتوب منها أبداً ، ويسوّف التوبة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير بن تميم الضبي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، في قوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : يمضي قُدُماً . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ } يعني الأمل ، يقول الإنسان : أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة ، ويقال : هو الكفر بالحقّ بين يدي القيامة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : يمضي أمامه راكبا رأسه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : قال الحسن : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قُدُماً قُدُماً ، إلا من قد عصم الله . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : { لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : قُدُما في المعاصي . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن عمرو ، عن إسماعيل السدي { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : قُدُماً . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : قدماً لا ينزع عن فجور . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جُبير { لِيَفْجُرَ أمامَهُ } قال : سوف أتوب . وقال آخرون : بل معنى ذلك أنه يركب رأسه في طلب الدنيا دائباً ولا يذكر الموت . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ } هو الأمل يؤمل الإنسان ، أعيش وأصيب من الدنيا كذا ، وأصيب كذا ، ولا يذكر الموت . وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل يريد الإنسان الكافر ليكذب بيوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ } يقول : الكافر يكذّب بالحساب . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ } قال : يكذّب بما أمامه يوم القيامة والحساب . وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل يريد الإنسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة ، والهاء على هذا القول في قوله : { أمامَهُ } من ذكر القيامة ، وقد ذكرنا الرواية بذلك قبل . وقوله : { يَسألُ أيَّانَ يَوْمُ القيامَةِ } يقول تعالى ذكره : يسأل ابن آدم السائر دائباً في معصية الله قُدُماً : متى يوم القيامة ؟ تسويفاً منه للتوبة ، فبين الله له ذلك فقال : { فإذَا بَرِقَ البَصَرُ وخَسَفَ القَمَرُ وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } … الآية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جُبير ، عن قتادة ، قوله : { يَسألُ أيَّانَ يَوْمُ القِيامَةِ } يقول : متى يوم القيامة قال : وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من سُئل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { يَسألُ أيَّانَ يَوْمَ القِيامَةِ } متى يكون ذلك ، فقرأ : { وجُمعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } قال : فكذلك يكون يوم القيامة . وقوله : { فإذَا بَرِقَ البَصَرُ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأه أبو جعفر القارىء ونافع وابن أبي إسحاق : « فإذَا بَرَقَ » بفتح الراء ، بمعنى شخص وفُتِح عند الموت وقرأ ذلك شيبة وأبو عمرو وعامة قرّاء الكوفة { بَرِقَ } بكسر الراء ، بمعنى : فزع وشقّ . وقد : حدثني أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثني حجاج ، عن هارون ، قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عنها ، فقال : { بَرِقَ } بالكسر بمعنى حار . قال : وسألت عنها عبد الله بن أبي إسحاق فقال : « بَرَقَ » بالفتح ، إنما برق الخيطل والنار والبرق . وأما البصر فبرق عند الموت . قال : وأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق ، فقال : أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم وأصحابه ، فذكرت لأبي عمرو ، فقال : لكن لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه ، فكأنه يقول : آخذ عن أهل الحجاز . وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب كسر الراء { فإذَا بَرِقَ } بمعنى : فزع فشُقّ وفُتِح من هول القيامة وفزع الموت . وبذلك جاءت أشعار العرب . أنشدني بعض الرواة عن أبي عُبيدة الكلابي : @ لَما أتانِي ابْنُ صُبَيْحٍ رَاغِباً أعْطَيْتُهُ عَيْساء مِنْها فَبرَقْ @@ وحُدثت عن أبي زكريا الفرّاء قال : أنشدني بعض العرب : @ نَعانِي حَنانَةُ طُوْبالَةً تَسَفُّ يَبِيساً مِنَ الْعِشْرقِ فنَفْسَكَ فانْعَ وَلا تَنْعَنِي ودَاوِ الْكُلومَ وَلاَ تَبْرَقِ @@ بفتح الراء ، وفسَّره أنه يقول : لا تفزع من هول الجراح التي بك قال : وكذلك يْبرُق البصر يوم القيامة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فإذَا بَرِقَ البَصَرُ } يعني يبرق البصر : الموت ، وبروق البصر : هي الساعة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { بَرِقَ البَصَرُ } قال : عند الموت . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فإذَا بَرِقَ البَصَرُ } شخص البصر . وقوله : { وَخَسَفَ القَمَرُ } يقول : ذهب ضوء القمر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَخَسَفَ القَمَرُ } : ذهب ضوءه فلا ضوء له . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الحسن { وَخَسَفَ القَمَرُ } هو ضوءه ، يقول : ذهب ضوءه . وقوله : { وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } يقول تعالى ذكره : وجمع بين الشمس والقمر في ذهاب الضوء ، فلا ضوء لواحد منهما وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر لي : « وجُمِعَ بَينَ الشَّمْسِ والقَمَرِ » وقيل : إنهما يجمعان ثم يكوّران ، كما قال جلّ ثناؤه : { إذا الشَّمْسُ كُوّرَتْ } وإنما قيل : { وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } لما ذكرت من أن معناه جمع بينهما . وكان بعض نحويي الكوفة يقول : إنما قيل : وجُمع على مذهب وجمع النوران ، كأنه قيل : وجمع الضياءان ، وهذا قول الكسائي . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } قال : كُوِّرا يوم القيامة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } قال : جُمعا فرُمي بهما في الأرض . وقوله : { إذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ } قال : كوّرت في الأرض والقمر معها . قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي شيبة الكوفيّ ، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه تلا هذه الآية يوماً : { وجُمِعَ الشَّمْسُ والقَمَرُ } قال : يجمعان يوم القيامة ، ثم يقذفان في البحر ، فيكون نار الله الكبرى . وقوله : { يَقُولُ الإنْسانُ يَوْمَئِذٍ أيْنَ المَفَرُّ } بفتح الفاء ، قرأ ذلك قرّاء الأمصار ، لأن العين في الفعل منه مكسورة ، وإذا كانت العين من يفعل مكسورة ، فإن العرب تفتحها في المصدر منه إذا نطقت به على مَفعَل ، فتقول : فرّ يفرّ مَفَرّاً ، يعني فرّاً ، كما قال الشاعر : @ يا لَبَكْرٍ أَنْشِرُوا لي كُلَيْباً يا لَبَكْرٍ أيْنَ أيْنَ الفِرَارُ @@ إذا أريد هذا المعنى من مفعل قالوا : أين المفرّ بفتح الفاء ، وكذلك المدبّ من دبّ يدبّ ، كما قال بعضهم : @ كأنَّ بَقايا الأَثْرِ فَوْقَ مُتُونِه مَدَبُّ الدَّبَى فَوْقَ النَّقا وَهْوَ سارِح @@ وقد يُنشد بكسر الدال ، والفتح فيها أكثر ، وقد تنطق العرب بذلك ، وهو مصدر بكسر العين . وزعم الفرّاء أنهما لغتان ، وأنه سُمع : جاء على مَدبّ السيل ، ومِدبّ السيل ، وما في قميصه مَصحّ ومِصحّ . فأما البصريون فإنهم في المصدر يفتحون العين من مَفْعَل إذا كان الفعل على يَفعِل ، وإنما يُجيزون كسرها إذا أريد بالمفعل المكان الذي يفرّ إليه ، وكذلك المضرب : المكان الذي يضرب فيه إذا كُسرت الراء . ورُوِي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك بكسر الفاء ، ويقول : إنما المفرّ : مفر الدابة حيث تفرّ . والقراءة التي لا أستجيز غيرها الفتح في الفاء من المَفرّ ، لإجماع الحجة من القرّاء عليها ، وأنها اللغة المعروفة في العرب إذا أريد بها الفرار ، وهو في هذا الموضع الفرار . وتأويل الكلام : يقول الإنسان يوم يعاين أهوال يوم القيامة : أين المفرّ من هول هذا الذي قد نزل ، ولا فرار . يقول تعالى ذكره : { كَلاَّ لا وَزَرَ } يقول جلّ ثناؤه : ليس هناك فرار ينفع صاحبه ، لأنه لا ينجيه فراره ، ولا شيء يلجأ إليه من حصن ولا جبل ولا معقل ، من أمر الله الذي قد حضر ، وهو الوزر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { كَلاَّ لا وَزَرَ } يقول : لا حرز . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { كَلاَّ لا وَزَرَ } يعني : لا حصن ، ولا ملجأ . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا إبراهيم بن طريف ، قال : سمعت مُطَرِّف بن الشِّخيِّر يقرأ : { لا أُقْسمُ بِيَوْمِ القِيامَةِ } فلما أتى على : { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : هو الجبل ، إن الناس إذا فرّوا قالوا عليك بالوَزَر . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مَهديّ ، عن شعبة ، عن أدهم ، قال : سمعت مُطَرِّفاً يقول : { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : كلا لا جَبَل . حدثنا نصر بن عليّ الجهضمي ، قال : ثني أبي ، عن خالد بن قيس ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : لا جبل . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : كانت العرب تخيف بعضها بعضاً ، قال : كان الرجلان يكونان في ماشيتهما ، فلا يشعران بشيء حتى تأتيهما الخيل ، فيقول أحدهما لصاحبه : يا فلان الوَزَر الوَزَر ، الجَبَل الجَبَل . حدثني أبو حفص الحيريّ ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا أبو مودود ، عن الحسن ، في قوله { كَلاَّ لا وَزرَ } قال : لا جبل . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي مودود ، قال : سمعت الحسن فذكر نحوه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { لا وَزَرَ } لا ملْجَأ ولا جبل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { كَلاَّ لا وَزَرَ } لا جبل ولا حِرْز ولا منجى . قال الحسن : كانت العرب في الجاهلية إذا خشوا عدوّاً قالوا : عليكم الوزر : أي عليكم الجبل . حدثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن سفيان عن سليمان التيمي ، عن شبيب ، عن أبي قلابة في قوله : { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : لا حصن . حدثنا أحمد بن هشام ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن شبيب ، عن أبي قلابة بمثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سليمان التيمي ، عن شبيب ، عن أبي قلابة مثله . قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا مسلم بن طهمان ، عن قتادة ، في قوله { لا وَزَرَ } يقول : لا حصن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { لا وَزَرَ } قال : لا جبل . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبيه ، عن مولى للحسن ، عن سعيد بن جُبير { لا وَزَرَ } : لا حصن . قال : ثنا وكيع ، عن أبي حجير ، عن الضحاك ، لا حصن . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { كَلاَّ لا وَزَرَ } يعني : الجبل بلغة حِمْير . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كَلاَّ لا وَزَرَ } قال : لا مُتَغَيَّب يُتَغيب فيه من ذلك الأمر ، لا منجىً له منه . وقوله : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُ } يقول تعالى ذكره : إلى ربك أيها الإنسان يومئذ الاستقرار ، وهو الذي يقرّ جميع خلقه مقرّهم . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرّ } قال : استقرّ أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار . وقرأ قول الله : { وَإنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ } وقال آخرون : عنى بذلك إلى ربك المنتهى . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إلى رَبَّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ } : أي المنتهى .