Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 30-31)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { وَما تَشاءُونَ } اتخاذ السبيل إلى ربكم أيها الناس { إلاَّ أنْ يَشاءَ اللَّهُ } ذلك لكم لأن الأمر إليه لا إليكم وهو في قراءة عبد الله فيما ذُكر : « وَما تَشاءُونَ إلاَّ ما شاءَ اللَّهُ » . وقوله { إنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً } فلن يعدو منكم أحد ما سبق له في علمه بتدبيركم . وقوله : { يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ } يقول : يدخل ربكم من يشاء منكم في رحمته ، فيتوب عليه حتى يموت تائبا من ضلالته ، فيغفر له ذنوبه ، ويُدخله جنته { والظَّالَمِيِنَ أعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً ألِيماً } يقول : الذين ظلموا أنفسهم ، فماتوا على شركهم ، أعدّ لهم في الآخرة عذاباً مؤلماً موجعاً ، وهو عذاب جهنم . ونصب قوله : { والظَّالمِينَ } لأن الواو ظرف لأعدّ ، والمعنى : وأعدّ للظالمين عذاباً أليماً . وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله : « ولِلظَّالِمِينَ أعَدَّ لَهُمْ » بتكرير اللام ، وقد تفعل العرب ذلك ، وينشد لبعضهم : @ أقولُ لهَا إذا سألَتْ طَلاقا إلامَ تُسارِعِينَ إلى فِرَاقي ؟ @@ ولآخر : @ فأصْبَحْنَ لا يسأَلَنْهُ عَنْ بِمَا بِهِ أصَعَّد فِي غاوِي الهَوَى أمْ تَصَوَّبا ؟ @@ بتكرير الباء ، وإنما الكلام لا يسألنه عما به .