Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 28-29)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { نحن خلقنا } هؤلاء المشركين بالله المخالفين أمره ونهيه { وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } : وشددنا خلقهم ، من قولهم : قد أُسِر هذا الرجل فأُحسِن أسره ، بمعنى : قد خُلِقَ فأُحسِن خَلْقه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } يقول : شددنا خلقهم . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } قال : خَلْقهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } : خَلْقهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . وقال آخرون : الأَسْر : المفاصل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، سمعته ، يعني خلاداً يقول : سمعت أبا سعيد ، وكان قرأ القرآن على أبي هريرة قال : ما قرأت القرآن إلا على أبي هريرة ، هو أقرأني ، وقال في هذه الآية { وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } قال : هي المفاصل . وقال آخرون : بل هو القوّة . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَشَدَدْنا أسْرَهُمْ } قال : الأسر : القوّة . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي اخترناه ، وذلك أن الأسر ، هو ما ذكرت عند العرب ومنه قول الأخطل : @ مِنْ كلّ مُجْتَنَبٍ شَدِيدٍ أسْرُه سَلِسِ الْقِيادِ تَخالُهُ مُخْتالاَ @@ ومنه قول العامة : خذه بأسره : أي هو لك كله . وقوله : { وَإذَا شِئْنا بَدَّلْنا أمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً } يقول : وإذا نحن شئنا أهلكنا هؤلاء وجئنا بآخرين سواهم من جنسهم أمثالهم من الخلق ، مخالفين لهم في العمل . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { بَدَّلْنا أمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً } قال : بني آدم الذين خالفوا طاعة الله ، قال : وأمثالهم من بني آدم . وقوله : { إنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } يقول : إن هذه السورة تذكرة لمن تذكر واتعظ واعتبر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : { إنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } قال : إن هذه السورة تذكرة . وقوله : { فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً } يقول : فمن شاء أيها الناس اتخذ إلى رضا ربه بالعمل بطاعته ، والانتهاء إلى أمره ونهيه ، سبيلاً .