Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 3-4)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني جلّ ثناؤه بقوله : { إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ } إنا بينا له طريق الجنة ، وعرّفناه سبيله ، إن شكر ، أو كفر . وإذا وُجِّه الكلام إلى هذا المعنى ، كانت إما وإما في معنى الجزاء . وقد يجوز أن تكون إما وإما بمعنى واحد ، كما قال : { إمَّا يُعَذّبُهُمْ وَإمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ } فيكون قوله : { إما شاكِراً وَإمَّا كَفُوراً } حالاً من الهاء التي في هديناه فيكون معنى الكلام إذا وُجه ذلك إلى هذا التأويل : إنا هديناه السبيل ، إما شقياً وإما سعيداً . وكان بعض نحويي البصرة يقول ذلك كما قال : « إما العذاب وإما الساعة » كأنك لم تذكر إما قال : وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ } قال : الشقوة والسَّعادة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إمَّا شاكِراً } للنعم { وإمَّا كَفُوراً } . لها . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مِنْ نُطْفَةٍ أمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ } … إلى { إنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ } قال : ننظر أيّ شيء يصنع ، أيّ الطريقين يسلك ، وأيّ الأمرين يأخذ ، قال : وهذا الاختبار . وقوله : { إنَّا اعْتَدْنا للْكافِرينَ سَلاسِلَ } يقول تعالى ذكره : إنا أعتدنا لمن كفر نعمتنا وخالف أمرنا سلاسل يُسْتَوْثَق بها منهم شدّاً في الجحيم { وأغْلالاً } يقول : وتشدّ بالأغلال فيها أيديهم إلى أعناقهم . وقوله { وَسَعَيراً } يقول : وناراً تُسْعر عليهم فتتوقد .