Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويل في معنى قول الله : { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } فقال بعضهم : معنى ذلك : والرياح المرسلات يتبع بعضها بعضاً ، قالوا : والمرسَلات : هي الرياح . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا المحاربي ، عن المسعودي ، عن سَلَمة بن كَهيَل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود فقال : { والمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : الريح . حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : ثنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا المسعودي ، عن سَلَمة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود ، فذكر نحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله بن مسعود ، فذكر نحوه . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { والمُرْسَلاتِ عُرْفاً } يعني الريح . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : ثني أبي ، عن شعبة ، عن إسماعيل السديّ ، عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : هي الرياح . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : الريح . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سَلَمَة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله عن { المُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : الريح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : هي الريح . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . وقال آخرون : بل معنى ذلك : والملائكة التي تُرسَل بالعرف . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، قال : كان مسروق يقول في المرسلات : هي الملائكة . حدثنا إسرائيل بن أبي إسرائيل ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : ثنا شعبة ، عن سليمان ، قال : سمعت أبا الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله في قوله : { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : الملائكة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ووكيع عن إسماعيل ، عن أبي صالح في قوله : { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : هي الرسل ترسل بالعُرف . حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، قال : سألت أبا صالح عن قوله { وَالمُرْسَلاتِ عُرْفاً } قال : هي الرسل ترسل بالمعروف . قالوا : فتأويل الكلام والملائكة التي أرسلت بأمر الله ونهيه ، وذلك هو العرف . وقال بعضهم : عُني بقوله { عُرْفاً } : متتابعاً كعرف الفرس ، كما قالت العرب : الناس إلى فلان عرف واحد ، إذا توجهوا إليه فأكثروا . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن داود بن الزبرقان ، عن صالح بن بريدة ، في قوله : { عُرْفاً } قال : يتبع بعضها بعضاً . والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفاً ، وقد ترسل عُرْفاً الملائكة ، وترسل كذلك الرياح ، ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ بذلك أحد الحِزْبين دون الآخر وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف ، فكلّ من كان صفته كذلك ، فداخل في قسمه ذلك مَلَكاً أو ريحاً أو رسولاً من بني آدم مرسلاً . وقوله : { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } يقول جلّ ذكره : فالرياح العاصفات عصفاً ، يعني الشديدات الهبوب السريعات الممرّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن خالد ، عن عُرْعرة أن رجلاً قام إلى عليّ رضي الله عنه ، فقال : ما العاصفات عصفاً ؟ قال : الريح . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا المحاربي ، عن المسعودي ، عن سَلَمَة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل عبد الله بن مسعود ، فقال : ما العاصفات عصفاً ؟ قال : الريح . حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين ، عن عبد الله ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين قال : سألت عبد الله بن مسعود ، فذكر مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله ، فذكر مثله . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : الريح . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : هي الرياح . حدثنا عبد الحميد بن بَيَان ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل قال : سألت أبا صالح عن قوله : { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : هي الرياح . حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : ثني أبي ، عن شعبة ، عن إسماعيل السديّ عن أبي صالح صاحب الكلبي ، في قوله { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : هي الرياح . حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : ثنا أبو معاوية الضرير وسعيد بن محمد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : هي الريح . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله . قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن خالد بن عُرْعرة ، عن عليّ رضي الله عنه { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : الريح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فالْعاصِفاتِ عَصْفاً } قال : الرياح . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . وقوله : { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : عُني بالناشرات نَشْراً : الريح . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا المحاربي ، عن المسعودي ، عن سَلَمَة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن { النَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : الريح . حدثنا خلاد بن أسلم ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، قال : أخبرنا المسعودي ، عن سَلَمة بن كهيل ، عن أبي العُبيدين ، عن ابن مسعود ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله بن مسعود ، فذكر مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سَلَمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن أبي العُبيدين ، قال : سألت عبد الله ، فذكر مثله . قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : الريح . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : ثنا أبي ، عن شعبة ، عن إسماعيل السديّ ، عن أبي صالح صاحب الكلبي ، في قوله : { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : هي الرياح . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : الرياح . وقال آخرون : هي المطر . ذكر من قال ذلك : حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : ثنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، قال : سألت أبا صالح ، عن قوله { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } : قال المطر . حدثنا أبو كريبٍ ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : هي المطر . قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، مثله . وقال آخرون : بل هي الملائكة التي تنشُر الكتب . ذكر من قال ذلك : حدثنا أحمد بن هشام ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السديّ ، عن أبي صالح { والنَّاشِرَاتِ نَشْراً } قال : الملائكة تنشُر الكتب . وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالناشرات نشراً ، ولم يَخْصُص شيئاً من ذلك دون شيء ، فالريح تنشر السحاب ، والمطر ينشر الأرض ، والملائكة تنشر الكتب ، ولا دلالة من وجه يجب التسليم له على أن المراد من ذلك بعض دون بعض ، فذلك على كل ما كان ناشراً . وقوله : { فالْفارِقاتِ فَرْقاً } اختلف أهل التأويل في معناه ، فقال بعضهم : عُنِي بذلك : الملائكة التي تفرق بين الحقّ والباطل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { فالْفارِقاتِ فَرْقاً } قال : الملائكة . قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { فالْفارِقاتِ فَرْقاً } قال : الملائكة . قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، مثله . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { فالْفارِقاتِ فَرْقاً } قال : الملائكة . وقال آخرون : بل عُنِي بذلك القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فالْفارِقاتِ فَرْقاً } يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل . والصواب من القول في ذلك أن يقال : أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات ، وهي الفاصلات بين الحقّ والباطل ، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضاً دون بعض ، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل ، مَلَكاً كان أو قرآناً ، أو غير ذلك . وقوله : { فالمُلْقِياتِ ذِكْراً } يقول : فالمبلِّغات وحي الله رسله ، وهي الملائكة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { فالمُلْقِياتِ ذِكْراً } يعني : الملائكة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة فالمُلْقِياتِ ذِكْرا قال : هي الملائكة ، تلقي الذكر على الرسل وتبلغه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فالمُلْقِياتِ ذِكْراً } قال : الملائكة تلقي القرآن . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { فالمُلْقِياتِ ذِكْراً } قال : الملائكة . وقوله : { عُذْراً أوْ نُذْراً } يقول تعالى ذكره : فالملقيات ذكراً إلى الرسل إعذاراً من الله إلى خلقه ، وإنذاراً منه لهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { عُذْراً أوْ نُذْراً } قال : عذراً من الله ، ونُذْراً منه إلى خلقه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { عُذْراً أوْ نُذْراً } : عذراً لله على خلقه ، ونذراً للمؤمنين ينتفعون به ، ويأخذون به . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { عُذْراً أوْ نُذْراً } يعني : الملائكة . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والشام وبعض المكيين وبعض الكوفيين : { عُذْراً } بالتخفيف ، أو نُذْراً بالتثقيل . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة وبعض البصريين بتخفيفهما ، وقرأه آخرون من أهل البصرة بتثقيلهما والتخفيف فيهما أعجب إليّ وإن لم أدفع صحة التثقيل لأنهما مصدران بمعنى الإعذار والإنذار .