Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 7-15)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : والمرسلات عرفاً ، إن الذي توعدون أيها الناس من الأمور لواقع ، وهو كائن لا محالة ، يعني بذلك يوم القيامة ، وما ذكر الله أنه أعدّ لخلقه يومئذ من الثواب والعذاب . وقوله : { فإذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ } يقول : فإذا النجوم ذهب ضياؤها ، فلم يكن لها نور ولا ضوء { وَإذَا السَّماءُ فُرِجَتْ } يقول : وإذا السماء شقِّقت وصدّعت { وَإذَا الجِبالُ نُسِفَتْ } يقول : وإذا الجبال نسفت من أصلها ، فكانت هباء منبثاً { وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } يقول تعالى ذكره : وإذا الرسل أجلت للاجتماع لوقتها يوم القيامة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } يقول : جمعت . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { أُقِّتَتْ } قال : أُجِّلَتْ . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال مجاهد { وَإذَا الرُّسُلِ أُقِّتَتْ } قال : أجلت . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، جميعاً عن سفيان ، عن منصور عن إبراهيم { وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قال : أُوعِدَت . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قال : أقتت ليوم القيامة ، وقرأ : { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ } قال : والأجل : الميقات ، وقرأ : { يسْئَلونَك عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ للنَّاسِ وَالحَجِّ } ، وقرأ : { إلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ } قال : إلى يوم القيامة ، قال : لهم أجل إلى ذلك اليوم حتى يبلغوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : { وَإذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قال : وعدت . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة غير أبي جعفر ، وعامة قرّاء الكوفة : { أُقِّتَتْ } بالألف وتشديد القاف ، وقرأه بعض قرّاء البصرة بالواو وتشديد القاف : « وُقِّتَتْ » وقرأه أبو جعفر : « وُقِتَتْ » بالواو وتخفيف القاف . والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن كل ذلك قراءات معروفات ولغات مشهورات بمعنى واحد ، فبأيتها قرأ القارىء فمصيب ، وإنما هو فُعِّلَتْ من الوقت ، غير أن من العرب من يستثقل ضمة الواو ، كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها ، فيقول : هذه أجوه حسان بالهمزة ، وينشد بعضهم : @ يَحُل أحِيدَهُ ويُقالُ بَعْلٌ ومِثْلُ تَمَوُّلٍ مِنْهُ افْتِقارُ @@ وقوله : { لأِيّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ } يقول تعالى ذكره مُعَجِّباً عباده من هول ذلك اليوم وشدّته : لأيّ يوم أجِّلت الرسل ووقِّتت ، ما أعظمه وأهوله ثم بين ذلك : وأيّ يوم هو ؟ فقال : أجلت { لِيَوْمِ الفَصْلِ } يقول : ليوم يفصل الله فيه بين خلقه القضاء ، فيأخذ للمظلوم من الظالم ، ويجزي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لأَيّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ } يوم يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار . وقوله : { وَما أدْرَاكَ ما يَوْمُ الفَصْلِ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأيّ شيء أدراك يا محمد ما يوم الفصل ، معظماً بذلك أمره ، وشدّة هوله ، كما : حدثني بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَما أدْرَاكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ } تعظيماً لذلك اليوم . وقوله : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذِّبِينَ } يقول تعالى ذكره : الوادي الذي يسيل في جهنم من صديد أهلها للمكذّبين بيوم الفصل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذِّبِينَ } ويل والله طويل .