Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : عن أيّ شيء يتساءل هؤلاء المشركون بالله ورسوله من قريش يا محمد ؟ وقيل ذلك له صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن قريشاً جعلت فيما ذُكر عنها تختصم وتتجادل ، في الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقرار بنبوّته ، والتصديق بما جاء به من عند الله ، والإيمان بالبعث ، فقال الله لنبيه : فيم يتساءل هؤلاء القوم ويختصمون ؟ و « في » و « عن » في هذا الموضع بمعنى واحد . ذكر من قال ما ذكرت : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع بن الجراح ، عن مِسعر ، عن محمد بن جحادة ، عن الحسن ، قال : لما بُعِث النبيّ صلى الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم ، فأنزل الله : { عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأ العَظِيم } يعني : الخبر الْعظيم . قال أبو جعفر : ثم أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الذي يتساءلونه ، فقال : يتساءلون عن النبأ العظيم : يعني : عن الخبر العظيم . واختلف أهل التأويل في المعنيّ بالنبأ العظيم ، فقال بعضهم : أريد به القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : { عَن النَّبَأ الْعَظِيمِ } قال : القرآن . وقال آخرون : عُنِي به البعث . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ } وهو البعث بعد الموت . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة { عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ } قال : النبأ العظيم : البعث بعد الموت . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَأ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } قال : يوم القيامة قال : قالوا هذا اليوم الذي تزعمون أنا نحيا فيه وآباؤنا ، قال : فهم فيه مختلفون ، لا يؤمنون به ، فقال الله : { بل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون } ، يوم القيامة لا يؤمنون به . وكان بعض أهل العربية يقول : معنى ذلك : عمّ يتحدّث به قريش في القرآن ، ثم أجاب فصارت عمّ كأنها في معنى : لأيّ شيء يتساءلون عن القرآن ، ثم أخبر فقال : { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } بين مصدق ومكذِّب ، فذلك إخلافهم ، وقوله : { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } يقول تعالى ذكره : الذي صاروا هم فيه مختلفون فريقين : فريق به مصدّق ، وفريق به مكذّب . يقول تعالى ذكره : فتساؤلهم بينهم في النبأ الذي هذه صفته . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سعيد ، عن قتادة عن النبأ { الّذِي همْ فِيهِ مُخْتَلِفونَ } البعث بعد الموت ، فصار الناس فيه فريقين : مصدّق ومكذّب ، فأما الموت فقد أقرّوا به لمعاينتهم إياه ، واختلفوا في البعث بعد الموت . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } : صار الناس فيه رجلين : مصدّق ، ومكذّب ، فأما الموت فإنهم أقروا به كلهم ، لمعاينتهم إياه ، واختلفوا في البعث بعد الموت . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } قال : مصدّق ومكذّب . وقوله : { كَلاَّ } يقول تعالى ذكره : ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون الذين ينكرون بعث الله إياهم أحياء بعد مماتهم ، وتوعدهم جلّ ثناؤه على هذا القول منهم ، فقال : { سَيَعْلَمُونَ } يقول : سيعلم هؤلاء الكفار المُنكرون وعيد الله أعداءه ، ما الله فاعل بهم يوم القيامة ، ثم أكد الوعيد بتكرير آخر ، فقال : ما الأمر كما يزعمون من أن الله غير محييهم بعد مماتهم ، ولا معاقبهم على كفرهم به ، سيعلمون أن القول غير ما قالوا إذا لقُوا الله ، وأفضوا إلى ما قدّموا من سيىء أعمالهم . وذكر عن الضحاك بن مزاحم في ذلك ما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن ثابت ، عن الضحاك { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } الكفار { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } المؤمنون ، وكذلك كان يقرؤها .