Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 37-41)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فأما من عتا على ربِّه ، وعصاه واستكبر عن عبادته . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { طَغَى } قال : عصى . قوله : { وآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا } يقول : وآثر متاع الحياة الدنيا على كرامة الآخرة ، وما أعدّ الله فيها لأوليائه ، فعمل للدنيا ، وسعى لها ، وترك العمل للآخرة { فإنَّ الجَحِيمَ هيَ المأْوَى } يقول : فإن نار الله التي اسمها الجحيم ، هي منزلُهُ ومَأْواه ، ومصيُره الذي يصير إليه يوم القيامة . وقوله : { وأمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى } يقول : وأما من خاف مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه ، فاتقاه ، بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه { ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى } يقول : ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله ، ولا يرضاه منها ، فزجرها عن ذلك ، وخالف هواها إلى ما أمره به ربه { فإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى } يقول : فإن الجنة هي مأواه ومنزله يوم القيامة . وقد ذكرنا أقوال أهل التأويل في معنى قوله : { ولِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ } فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .