Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 10-10)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : لـم يجعل الله إرداف الـملائكة بعضها بعضاً وتتابعها بـالـمصير إلـيكم أيها الـمؤمنون مددا لكم إلاَّ بشرى لكم : أي بشارة لكم تبشركم بنصر الله إياكم علـى أعدائكم . { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلوبُكُمْ } يقول : ولتسكن قلوبكم بـمـجيئها إلـيكم ، وتوقن بنصرة الله لكم ، { وَما النَّصْرُ إلاَّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ } : يقول : وما تُنصرون علـى عدوّكم أيها الـمؤمنون إلاَّ أن ينصركم الله علـيهم ، لا بشدة بأسكم وقواكم ، بل بنصر الله لكم ، لأن ذلك بـيده وإلـيه ، ينصر من يشاء من خـلقه . { إنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيـمٌ } يقول : إن الله الذي ينصركم وبـيده نصر من يشاء من خـلقه ، عزيز لا يقهره شيء ، ولا يغلبه غالب ، بل يقهر كلّ شيء ويغلبه ، لأنه خـلقه حكيـم ، يقول : حكيـم فـي تدبـيره ونصره من نصر ، وخذلانه من خذل من خـلقه ، لا يدخـل تدبـيره وهن ولا خـلل . ورُوي عن عبد الله بن كثـير ، عن مـجاهد فـي ذلك ما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج عن ابن جريج ، قال : أخبرنـي ابن كثـير أنه سمع مـجاهداً يقول : ما مْدّ النبـيّ صلى الله عليه وسلم مـما ذكر الله غير ألف من الـملائكة مردفـين ، وذكر الثلاثة والـخمسة بشرى ، ما مدّوا بأكثر من هذه الألف الذي ذكر الله عزّ وجلّ فـي الأنفـال . وأما الثلاثة والـخمسة ، فكانت بشرى . وقد أتـينا علـى ذلك فـي سورة آل عمران بـما فـيه الكفـاية .