Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 21-26)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { مُطاعٍ ثَمَّ } يعني جبريل صلى الله عليه وسلم ، مطاع في السماء تطيعه الملائكة { أمِينٍ } يقول : أمين عند الله على وحيه ورسالته ، وغير ذلك مما ائتمنه عليه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو السائب ، قال : ثنا عمر بن شبيب المسلي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح : { مُطاعٍ ثَمَّ أمِينٍ } قال : جبريل عليه السلام ، أمين على أن يدخل سبعين سُرادقاً من نور بغير إذن . حدثنا محمد بن منصور الطوسيّ ، قال : ثنا عمر بن شبيب ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، قال : لا أعلمه إلا عن أبي صالح ، مثله . حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الأقطع ، قال : ثني أبي عمر بن خالد ، عن معقل بن عبيد الله الجَزَريّ ، قال : قال ميمون بن مهْران في قوله : { مُطاعٍ ثَمَّ أمِينٍ } قال : ذاكم جبريل عليه السلام . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أمِينٍ } قال : يعني جبريل . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ } مطاع عند الله { ثَمَّ أمِينٍ } . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مُطَّاعٍ ثَمَّ أمِينٍ } يعني جبريل عليه السلام . وقوله : { وَما صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } يقول تعالى ذكره : وما صاحبكم أيها الناس محمد بمجنون ، فيتكلم عن جِنَّة ، ويهذي هذيان المجانين ، بل جاء بالحقّ ، وصدّق المرسلين . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا سليمان بن عمر بن خالد البرقي ، قال : ثنا أبي عمرو بن خالد ، عن مَعْقل بن عبد الله الجَزَريّ ، قال : قال ميمون بن مهران : { وَما صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } قال : ذاكم محمد صلى الله عليه وسلم . وقوله : { وَلَقَدْ رآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } يقول تعالى ذكره : ولقد رآه أي محمد جبريلَ صلى الله عليه وسلم في صورته بالناحية التي تبين الأشياء ، فترى من قبلها ، وذلك من ناحية مطلع الشمس من قِبَل المشرق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { بالأُفُقِ المُبِينِ } الأعلى . قال : بأفق من نحو « أجياد » . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { بالأُفُقِ المُبِينِ } قال : كنا نحدّث أن الأفق حيث تطلع الشمس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } كنا نحدّث أنه الأفق الذي يجيء منه النهار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } قال : رأى جبريل بالأفق المبين . حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرمليّ ، قال : ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن الوليد بن العيزار ، قال : سمعت أبا الأحوص يقول من قول الله : { وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ } قال : رأى جبريل له ستّ مئة جناح في صورته . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن عامر ، قال : ما رأى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم في صورته إلا مرّة واحدة ، وكان يأتيه في صورة رجل يقال له دَحْية ، فأتاه يوم رآه في صورته قد سدّ الأفق كله عليه سندس أخضر معلق الدرّ ، فذلك قول الله : { وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ } وذُكر أن هذه الآية في : { إذَا الشَّمْسُ كُوّرَتْ } { إنَّه لَقَوْلُ رَسُولِ كَرِيمٍ } في جبريل ، إلى قوله : { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقوله : { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة { بِضَنِينٍ } بالضاد ، بمعنى أنه غير بخيل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله ، وأنزل إليه من كتابه . وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين : « بِظَنِينٍ » بالظاء ، بمعنى أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء . ذكر من قال ذلك بالضاد ، وتأوّله على ما وصفنا من التأويل من أهل التأويل : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زِرّ « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ » قال : الظَّنين : المتهم . وفي قراءتكم : { بِضَنِينٍ } والضنين : البخيل ، والغيب : القرآن . حدثنا بشر ، قال : ثنا خالد بن عبد الله الواسطي ، قال : ثنا مغيرة ، عن إبراهيم { وَما هُوَ عَلى الْغَيْب بِضَنِينٍ } ببخيل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } قال : ما يضِنّ عليكم بما يعلم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } قال : إن هذا القرآن غيب ، فأعطاه الله محمداً ، فبذله وعلّمه ودعا إليه ، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زرّ « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنين » قال : في قراءتنا بمتهم ، ومن قرأها { بِضَنِينِ } يقول : ببخيل . حدثنا مهران ، عن سفيان { وَما هُوَ على الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } قال : ببخيل . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } الغيب : القرآن ، لم يضنّ به على أحد من الناس أدّاه وبلّغه ، بعث الله به الروح الأمين جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأدّى جبريل ما استودعه الله إلى محمد ، وأدّى محمد ما استودعه الله وجبريل إلى العباد ، ليس أحد منهمّ ضَنَّ ، ولا كَتَم ، ولا تَخَرَّص . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء ، عن عامر { وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك بالظاء ، وتأوّله على ما ذكرنا من أهل التأويل : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا المحاربي ، عن جُويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، أنه قرأ : « بِظَنِينٍ » قال : ليس بمتهم . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي المعلَّى ، عن سعيد بن جُبير : أنه كان يقرأ هذا الحرف « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ » فقلت لسعيد بن جُبير : ما الظنين ؟ قال : ليس بمتهم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي المعلى ، عن سعيد بن جُبير أنه قرأ « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ » قلت : وما الظنين : قال المتهم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ » يقول : ليس بمتهم على ما جاء به ، وليس يظنّ بما أوتي . حدثنا بشر ، قال : ثنا خالد بن عبد الله الواسطيّ ، قال : ثنا المغيرة ، عن إبراهيم « وَما هُوَ عَلى الْغَيْبِ بِظَنِينِ » قال : بمتهم . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زرّ : « وَما هُوَ عَلى الْغَيْب بِظَنِينٍ » قال : الغيب : القرآن … وفي قراءتنا « بِظَنِينٍ » متهم . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : « بِظَنِينٍ » قال : ليس على ما أنزل الله بمتهم . وقد تأوّل ذلك بعض أهل العربية أن معناه : وما هو على الغيب بضعيف ، ولكنه محتَمِل له مطيق ، ووجهه إلى قول العرب للرجل الضعيف : هو ظَنُون . وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب : ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة ، وإن اختلفت قراءتهم به ، وذلك { بضَنِينٍ } بالضاد ، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها . فإذا كان ذلك كذلك ، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك تأويل من تأوّله : وما محمد على ما علَّمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس ، بل هو حريص على أن تؤمنوا به وتتعلَّموه . وقوله : { وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ } يقول تعالى ذكره : وما هذا القرآن بقول شيطان ملعون مطرود ، ولكنه كلام الله ووحيه . وقوله : { فأَيْنَ تَذْهَبُونَ } يقول تعالى ذكره : فأين تذهبون عن هذا القرآن ، وتعدلون عنه ؟ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فأَيْنَ تَذْهَبُونَ } يقول : فأين تعدلون عن كتابي وطاعتي . وقيل : { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } ولم يقل : فإلى أين تذهبون ، كما يقال : ذهبت الشأم ، وذهبت السوق . وحُكي عن العرب سماعاً : انطلق به الغَوْرَ ، على معنى إلغاء الصفة ، وقد ينشد لبعض بني عُقَيل : @ تَصِيحُ بِنا حَنِيفَةُ إذْ رأتْنا وأيَّ الأرْضِ تَذْهَبُ للصِّياحِ @@ بمعنى : إلى أيّ الأرض تذهب ؟ واستُجيز إلغاء الصفة في ذلك للاستعمال .