Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 27-29)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : ومِزاج هذا الرحيق من تسنيم والتسنيم : التفعيل من قول القائل : سنمتهم العين تسنيماً : إذا أجريتها عليهم من فوقهم ، فكان معناه في هذا الموضع : ومِزاجه من ماء ينزل عليهم من فوقهم فينحدر عليهم . وقد كان مجاهد والكلبيّ يقولان في ذلك كذلك . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { تَسْنِيمٍ } قال : تسنيم : يعلو . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ ، في قوله : { تَسْنِيمٍ } قال : تسنيم ينصبُّ عليهم من فوقهم ، وهو شراب المقرّبين . وأما سائر أهل التأويل ، فقالوا : هو عين يمزج بها الرحيق لأصحاب اليمين ، وأما المقرّبون ، فيشربونها صِرْفاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مُرّة ، عن مسروق ، عن عبد الله في قوله : { مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : عين في الجنة يشربها المقرّبون ، وتُمزج لأصحاب اليمين . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مُرَّة ، عن مسروق ، عن عبد الله { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : يشربه المقرّبون صِرفاً ، ويمزج لأصحاب اليمين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مالك بن الحارث ، عن مسروق ، { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : عين في الجنة يشربها المقرّبون صِرفاً ، وتُمزج لأصحاب اليمين . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرّة ، عن مسروق { عَيْناً يَشْرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ } قال : يشرب بها المقرّبون صِرفاً ، وتمزج لأصحاب اليمين . حدثني طلحة بن يحيى اليربوعيّ ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مالك بن الحارث ، في قوله : { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : في الجنة عين يشرب منها المقرّبون صِرفاً ، وتمزج لسائر أهل الجنة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا أبو حمزة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قوله : { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ } صِرفاً ، ويمزج فيها لمن دونهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مالك بن الحارث ، في قوله : { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : التسنيم : عين في الجنة يشربها المقرّبون صرفاً ، وتمزج لسائر أهل الجنة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا أبو حمزة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قوله { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : عين يشرب بها المقرّبون ، ويمزج فيها لمن دونهم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ } عيناً من ماء الجنة ، تُمزج به الخمر . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : خفايا أخفاها الله لأهل الجنة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا عمران بن عيينة ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح ، في قوله : { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } قال : هو أشرف شراب في الجنة ، هو للمقرّبين صِرف ، وهو لأهل الجنة مِزاج . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } شراب شريف ، عين في الجنة يشربها المقرّبون صرفاً ، وتُمزج لسائر أهل الجنة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ } قال : بلغنا أنها عين تخرج من تحت العرش ، وهي مِزاج هذه الخمر : يعني مِزاج الرحيق . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { مِنْ تَسْنِيمٍ } شراب اسمه تسنيم ، وهو من أشرف الشراب . فتأويل الكلام : ومزاج الرحيق من عين تُسَنَّم عليهم من فوقهم ، فتنصبُّ عليهم { يَشْرَبُ بِها المُقَرَّبُونَ } من الله صرفاً ، وتمزج لأهل الجنة . واختلف أهل العربية في وجه نصب قوله : { عَيْناً } فقال بعض نحويِّي البصرة : إن شئت جعلت نصبه على يُسْقون عيناً ، وإن شئت جعلته مدحاً ، فيُقطع من أوّل الكلام ، فكأنك تقول : أعني عيناً . وقال بعض نحويِّي الكوفة : نصب العين على وجهين : أحدهما : أن يُنْوَى من تسنِيم عَيْن ، فإذا نوّنت نصبت ، كما قال : { أوْ إطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً } ، وكما قال : { ألَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ كِفاتاً أحْياءً } والوجه الآخر : أن ينوى من ماء سُنِّم عيناً ، كقولك : رفع عيناً يشرب بها . قال : وإن لم يكن التسنيم اسماً للماء ، فالعين نكرة ، والتسنيم معرفة ، وإن كان اسماً للماء ، فالعين نكرة فخرجت نصباً . وقال آخر من البصريين : { مِنْ تَسْنِيمٍ } معرفة ، ثم قال { عَيْناً } فجاءت نكرة ، فنصبتها صفة لها . وقال آخر نُصبت بمعنى : من ماء يَتَسَنَّم عيناً . والصواب من القول في ذلك عندنا : أن التسنيم اسم معرفة ، والعين نكرة ، فنصبت لذلك إذ كانت صفة له . وإنما قلنا : ذلك هو الصواب لما قد قدّمنا من الرواية عن أهل التأويل ، أن التسنيم هو العين ، فكان معلوماً بذلك أن العين إذ كانت منصوبة وهي نكرة ، أن التسنيم معرفة . وقوله : { إنَّ الَّذِينَ أجْرَمُوا كانُوا منَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ } يقول تعالى ذكره : إن الذين اكتسبوا المآثم ، فكفروا بالله في الدنيا ، كانوا فيها من الذين أقرّوا بوحدانية الله ، وصدّقوا به ، يضحكون ، استهزاء منهم بهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ الَّذِينَ أجْرَمُوا كانُوا مِن الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ } في الدنيا ، يقولون : والله إن هؤلاء لكذَبة ، وما هم على شيء ، استهزاء بهم .