Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 1-5)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو جعفر رحمه الله : قوله : { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } أقسم الله جلّ ثناؤه بالسماء ذات البروج . واختلف أهل التأويل في معنى البروج في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عُنِي بذلك : والسماء ذات القصور . قالوا : والبروج : القصور . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } قال ابن عباس : قصور في السماء ، قال غيره : بل هي الكواكب . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { البُرُوجِ } يزعمون أنها قصور في السماء ، ويقال : هي الكواكب . وقال آخرون : عني بذلك : والسماء ذات النجوم ، وقالوا : نجومها : بروجها . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : { ذَاتِ البُرُوجِ } قال : البروج : النجوم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } قال : النجوم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } وبروجها : نجومها . وقال آخرون : بل معنى ذلك : والسماء ذات الرمل والماء . ذكر من قال ذلك : حدثني الحسن بن قزعة ، قال : ثنا حصين بن نمير ، عن سفيان بن حسين ، في قوله : { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } قال : ذات الرمل والماء . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : معنى ذلك : والسماء ذات منازل الشمس والقمر ، وذلك أن البروج : جمع برج ، وهي منازل تتخذ عالية عن الأرض مرتفعة ، ومن ذلك قول الله : { وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } ، وهي منازل مرتفعة عالية في السماء ، وهي اثنا عشر برجاً ، فمسير القمر في كلّ برج منها يومان وثلث ، فذلك ثمانية وعشرون منزلاً ، ثم يستسرّ ليلتين ، ومسير الشمس في كلّ برج منها شهر . وقوله : { وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ } يقول تعالى ذكره : وأقسم باليوم الذي وعدته عبادي ، لفصل القضاء بينهم ، وذلك يوم القيامة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن نمير وإسحاق الرازي ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الْيَوْمُ المَوْعُودُ : يَوْمُ الْقِيامَةِ " قال : ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، مثله . حدثنا يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا يونس ، قال أنبأني عمار ، قال : قال أبو هريرة : « الْيَوْمُ المَوْعُودُ : يَوْمُ الْقِيامَةِ » . قال يونس ، وكذلك الحسن . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { والْيَوْم المَوْعُودِ } يعني : يوم القيامة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ } قال : القيامة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد { الْيَوْمِ المَوْعُودِ } يوم القيامة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن يونس بن عبيد ، عن عمار بن أبي عمار ، مولى بني هاشم ، عن أبي هريرة { وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ } يوم القيامة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : " الْيَوْمُ المَوْعُودُ : يَوْمُ الْقِيامَةِ " حدثنا محمد بن عوف ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، قال : ثني أبي ، قال : ثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعريّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الْيَوْمُ المَوْعُودُ : يوم القيامة " وقوله : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } : اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : وأقسم بشاهد ، قالوا : وهو يوم الجمعة ، ومشهود ، قالوا : وهو يوم عرفة . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : أخبرنا ابن علية ، قال : أخبرنا يونس ، قال : أنبأني عمار ، قال : قال أبو هريرة : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة قال يونس ، وكذلك قال الحسن . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت حارثة بن مضرب ، يحدّث عن عليّ رضي الله عنه ، أنه قال في هذه الآية : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : يوم الجمعة ، ويوم عرفة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة ويقال : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } : يومان عظيمان من أيام الدنيا ، كنا نحدّث أن الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد : يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ رضي الله عنه : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود : يوم عرفة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَشاهِدٍ } يوم الجمعة ، { ومَشْهُودٍ } : يوم عرفة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وَشاهِدٍ : يَوْمَ الجُمُعَةِ ، وَمَشْهُودٍ : يَوْمُ عَرَفَةَ " حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن نمير وإسحاق الرازي ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المَشْهُودُ : يَوْمُ عَرَفَةَ ، والشَّاهِدُ : يَوْمُ الجُمُعَةِ " حدثنا سهل بن موسى ، قال : ثنا ابن أبي فديك ، عن ابن حرملة ، عن سعيد : أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ سَيِّدَ الأيَّامِ يَوْمُ الجُمُعَة ، وَهُوَ الشَّاهِدُ ، وَالمَشْهُودُ : يَوْمُ عَرَفةَ " . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن موسى بن عبيد ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " المَشْهُودُ : يَوْمُ عَرَفَةَ ، والشَّاهِدُ : يَوْمُ الجُمُعَةِ ، فِيهِ ساعَةٌ لا يُوَافِقُها مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللّهَ بِخَيْرٍ إلاَّ اسْتَجابَ لَهُ ، وَلا يَسْتَعِيذُهُ مِنْ شَرَ إلاَّ أعاذَهُ " حدثني محمد بن عوف ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل ، قال : ثني أبي ، قال : ثني ضمضم بن زُرْعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعريّ ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الشَّاهِدَ يَوْمُ الجُمُعَةِ ، وَإنَّ المَشْهُودَ يَوْمُ عَرَفَةَ ، فَيَوْمُ الجُمُعَةِ خِيرَةُ الله لَنا " حدثني سعيد بن الربيع الرازي ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، قال : سيد الأيام يوم الجمعة ، وهو شاهد . وقال آخرون : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن عليّ بن زيد ، عن يوسف المكيّ ، عن ابن عباس قال : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم القيامة ، ثم قرأ { ذَلكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن شباك ، قال : سأل رجل الحسن بن عليّ ، عن { وشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : سألت أحداً قبلي ؟ قال : نعم سألت ابن عمر وابن الزبير ، فقالا : يوم الذبح ويوم الجمعة قال : لا ، ولكن الشاهد : محمد ، ثم قرأ : { فَكَيْفَ إذَا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ، وَجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاءِ شَهِيداً } والمشهود : يوم القيامة ، ثم قرأ : { ذَلك يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن أبي الضحى ، عن الحسن بن عليّ ، قال : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم القيامة . حدثني سعيد بن الربيع ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن حَرْملة ، عن سعيد بن المسيب : { وَمَشْهُودٍ } : يوم القيامة . وقال آخرون : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ ، قال : ثنا أسباط ، عن عبد الملك ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد : ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الإنسان ، وقوله { وَمَشْهُودٍ } قال : يوم القيامة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : الشاهد : الإنسان ، والمشهود : يوم القيامة . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن خالد الحذّاء ، عن عكرِمة ، في قوله : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : شاهد : ابن آدم ، ومشهود : يوم القيامة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَشاهِدٍ } يعني الإنسان { وَمَشْهُودٍ } يوم القيامة ، قال الله : وَذَلكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ . وقال آخرون : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم الجمعة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرِمة ، في قوله : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد : محمد ، والمشهود : يوم الجمعة ، فذلك قوله : { فَكَيْفَ إذَا جِئْنا مِنْ كُلّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هَؤُلاءِ شَهِيداً } وقال آخرون : الشاهد الله ، والمشهود : يوم القيامة . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله { وَشاهِدٍ } يقول الله { وَمَشْهُودٍ } يقول : يوم القيامة . وقال آخرون : الشاهد : يوم الأضحى ، والمشهود : يوم الجمعة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن شباك ، قال : سأل رجل الحسن بن عليّ ، عن { شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : سألتَ أحداً قبلي ؟ قال : نعم ، سألت ابن عمر وابن الزبير ، فقالا : يوم الذبح ، ويوم الجمعة . وقال آخرون : الشاهد : يوم الأضحى ، والمشهود ، يوم عَرَفة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : { وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال : الشاهد : يوم عرفة ، والمشهود : يوم القيامة . وقال آخرون : المشهود : يوم الجمعة ، ورَوَوْا ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر الرواية بذلك : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، قال : ثني عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد ابن أبي هلال ، عن زيد بن أيمن ، عن عبادة بن نسيّ ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكْثِرُوا عَليَّ الصَّلاةَ يَوْمُ الجُمُعَةِ ، فإنَّهُ يَوْمٌ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ المَلائِكَةُ " والصواب من القول في ذلك عندنا : أن يقال : إن الله أقسم بشاهد شهد ، ومشهود شهد ، ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أيّ شاهد وأيّ مشهود أراد ، وكلّ الذي ذكرنا أن العلماء قالوا : هو المعنيّ مما يستحقّ أن يُقال له { شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } . وقوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } يقول : لعن أصحاب الأخدود . وكان بعضهم يقول : معنى قوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } خبر من الله عن النار أنها قتلتهم . وقد اختلف أهل العلم في أصحاب الأخدود من هم ؟ فقال بعضهم : قوم كانوا أهل كتاب من بقايا المجوس . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر عن ابن أبْزَى ، قال : لما رجع المهاجرون من بعض غزواتهم ، بلغهم نعي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال بعضهم لبعض : أيّ الأحكام تجري في المجوس ، وإنهم ليسوا بأهل كتاب ، وليسوا من مشركي العرب ، فقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : قد كانوا أهل كتاب ، وقد كانت الخمر أُحلَّت لهم ، فشربها ملك من ملوكهم ، حتى ثمل منها ، فتناول أخته فوقع عليها ، فلما ذهب عنه السكر قال لها : ويحك فما المخرج مما ابتليتُ به ؟ فقالت : اخطب الناس ، فقل : يا أيها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات ، فقام خطيباً ، فقال : يا أيها الناس إن الله قد أحلّ نكاح الأخوات ، فقال الناس : إنا نبرأ إلى الله من هذا القول ، ما أتانا به نبيّ ، ولا وجدناه في كتاب الله ، فرجع إليها نادماً ، فقال لها : ويحك إن الناس قد أبَوا عليّ أن يقرّوا بذلك ، فقالت : ابسط عليهم السِّياط ، ففعل ، فبسط عليهم السياط ، فأبَوا أن يقرّوا ، فرجع إليها نادماً ، فقال : إنهم أبَوا أن يقرّوا ، فقالت : اخطبهم فإن أبوا فجرّد فيهم السيف ، ففعل ، فأبى عليه الناس ، فقال لها : قد أبى عليّ الناس ، فقالت : خدّ لهم الأخدود ، ثم اعرض عليها أهل مملكتك ، فمن أقرّ ، وإلاَّ فاقذفه في النار ، ففعل ، ثم عرض عليها أهل مملكته ، فمن لم يقرّ منهم قذفه في النار ، فأنزل الله فيهم : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ } إلى { أنْ يُؤْمِنُوا باللّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ } حرّقوهم { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأخوات والبنات والأمهات . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } قال : حدثنا أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول : هم ناس بمذارع اليمن ، اقتتل مؤمنوها وكفارها ، فظهر مؤمنوها على كفارها ، ثم اقتتلوا الثانية ، فظهر مؤمنوها على كفارها ، ثم أخذ بعضهم على بعض عهداً ومواثيق أن لا يغدر بعضهم ببعض ، فغدر بهم الكفار فأخذوهم أخذاً ثم إن رجلاً من المؤمنين قال لهم : هل لكم إلى خير ، توقدون ناراً ثم تعرضوننا عليها ، فمن تابعكم على دينكم فذلك الذي تشتهون ، ومن لا ، اقتحم النار فاسترحتم منه قال : فأجَّجوا ناراً وعرضوا عليها ، فجعلوا يقتحمونها صناديدهم ، ثم بقيت منهم عجوز كأنها نكصت ، فقال لها طفل في حجرها : يا أماه ، امضي ولا تنافقي ، قصّ الله عليكم نبأهم وحديثهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } قال : يعني القاتلين الذين قتلوهم يوم قتلوا . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ } قال : هم ناس من بني إسرائيل ، خدّوا أخدوداً في الأرض ، ثم أوقدوا فيها ناراً ، ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساء ، فعرضوا عليها ، وزعموا أنه دانيال وأصحابه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } قال : كان شقوق في الأرض بنَجْران ، كانوا يعذّبون فيها الناس . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } يزعمون أن أصحاب الأخدود من بني إسرائيل ، أخذوا رجالاً ونساء ، فخدّوا لهم أخدوداً ، ثم أوقدوا فيها النيران ، فأقاموا المؤمنين عليها ، فقالوا : تكفرون أو نقذفكم في النار . حدثني محمد بن معمر ، قال : ثني حرمي بن عمارة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا ثابت البُنانيّ ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلَى ، عن صهيب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ ، وكانَ لَهُ ساحِرٌ ، فأَتى السَّاحِرُ المَلِكَ ، فَقالَ : قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، وَدَنا أجَلِي ، فادْفَعْ لي غُلاماً أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ قالَ : فَدَفَعَ إلَيْهِ غُلاماً يُعَلِّمَهُ السِّحْرَ ، قالَ : فَكانَ الغُلامُ يَخْتَلِفُ إلى السَّاحِرِ ، وكانَ بَينَ السَّاحِرِ وَبَينَ المَلِكِ رَاهِبٌ قال : فَكانَ الغُلامُ إذَا مَرَّ بالرَّاهِبِ قَعَدَ إلَيْهِ ، فَسَمِعَ مِنْ كَلامِهِ ، فأُعْجِبَ بكَلامِهِ ، فَكان الغُلامُ إذَا أَتى السَّاحِرُ ضَرَبَهُ وَقالَ : ما حَبَسَكَ ؟ وَإذَا أَتى أهْلَه قَعَدَ عِنْدَ الرَّاهِبِ يَسْمَعُ كَلامَهُ ، فإذَا رَجَعَ إلى أهْلِهِ ضَرَبُوهُ وَقالُوا : ما حَبَسَكَ ؟ فَشَكا ذلك إلى الرَّاهِبِ ، فَقالَ لَهُ الرَّاهِبُ : إذَا قالَ لكَ السَّاحِر : ما حَبَسَكَ ؟ قُلْ حَبَسَنِي أهْلِي ، وَإذَا قالَ أهْلُكَ : ما حَبَسَكَ ؟ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ . فَبَيْنَما هُو كَذلكَ إذْ مَرَّ في طَرِيقٍ وَإذَا دَابَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي الطَّرِيقِ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ لا تَدَعْهُمْ يَجُوزُونَ فَقالَ الغُلامُ : الآنَ أعْلَمُ أمْرُ السَّاحِرِ أرْضَى عِنْدَ اللّهِ أمْ أمْرُ الرَّاهِبِ ؟ قال : فأخَذَ حَجَرا ، قال : فَقالَ : اللَّهُمَّ إنْ كانَ أمْرُ الرَّاهِبِ أحَبَّ إلَيْكَ مِنْ أمْرِ الساحِرِ فإنِّي أرْمي بِحَجَرِي هَذَا فَيَقْتُلَهُ ويَمُرُّ النَّاسُ . قالَ : فَرَماها فَقَتَلَها ، وَجازَ النَّاسُ فَبَلَغَ ذلكَ الرَّاهِبَ قال : وأتاهُ الغُلام فَقالَ الرَّاهِبُ للْغُلامِ : إنَّكَ خَيْرٌ مِنِّي ، وَإن ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّنَّ عَليَّ قال : وكانَ الغُلامُ ، يُبْرِىء الأكْمَهَ والأبْرَصَ ، وَسائِرَ الأدْوَاءِ وكان للْمَلِكِ جَلِيسٌ ، قال : فَعَمِيَ قال : فَقِيلَ له : إنَّ هاهُنا غُلاماً يُبْرِىءُ الأكمَهَ والأبْرَص ، وَسائِرَ الأدْوَاءِ ، فَلَوْ أتَيْتَهُ ؟ قال : فاتَّخَذَ لَهُ هَدَايا قال : ثُمَّ أتاهُ فَقالَ : يا غُلامُ إنْ أبْرأتَنِي فَهَذه الهَدَايا كُلُّها لَكَ ، فَقال : ما أنا بطَبِيبٍ يَشْفِيكَ ، وَلَكِنَّ اللّهَ يَشْفِي ، فإذَا آمَنْتَ دَعَوْتُ اللّهَ أنْ يَشْفِيَكَ قال : فآمَنَ الأعْمَى ، فَدَعا اللّهَ فَشَفاهُ ، فَقَعَدَ الأعْمَى إلى المَلِكِ كمَا كانَ يَقْعُدُ ، فَقالَ لَهُ المَلِكُ : ألَيْسَ كُنْتَ أعْمَى ؟ قالَ : نَعَمْ قال : فَمَنْ شَفاكَ ؟ قال : رَبِّي قال : ولَكَ رَبٌّ غَيرِي ؟ قال : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللّهُ قال : فأخَذَهُ بالْعَذَابِ فَقالَ : لَتَدُلَّنَّنِي عَلى مَنْ عَلَّمَكَ هَذا ، قال : فَدَلَّ عَلى الغُلامِ ، فَدَعا الغُلامَ فقالَ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، قال : فأَبى الغُلامُ قال : فأخَذَهُ بالعَذَابِ قال : فَدَلَّ عَلى الرَّاهِبِ ، فأخَذَ الرَّاهِبَ ، فَقالَ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فأَبى قال : فَوَضَعَ المِنْشارَ عَلى هامَتِهِ فَشَقَّهُ حتى بَلَغَ الأرْضَ ، قال : وأخَذَ الأعْمَى فَقال : لَترْجِعَنَّ أوْ لأَقْتُلَنَّكَ قال : فأَبى الأعْمَى ، فَوَضَعَ المِنْشارَ عَلى هامَتِهِ ، فَشَقَّهُ حتى بَلَغَ الأرْضَ ، ثُمَّ قالَ للْغُلامِ : لَترْجِعَنَّ أوْ لأَقْتُلَنَّكَ قال : فأَبى قال : فقال : اذْهَبُوا بِهِ حتى تَبْلُغُوا بِهِ ذِرْوَةَ الجَبَلِ ، فإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإلاَّ فَدَهْدِهُوهُ ، فَلَمَّا بَلَغُوا به ذِرْوَةَ الجَبَلِ فَوَقَعُوا فَمَاتُوا كُلُّهُمْ . وَجاءَ الغُلامُ يَتَلَمَّسُ حتى دَخَلَ عَلى المَلِكِ ، فَقال : أيْنَ أصحَابُكَ ؟ قال : كَفانِيهُمُ اللّهُ قال : فاذْهَبُوا بِهِ فاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ ، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فإنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإلاَّ فَغَرِّقُوهُ قال : فَذَهَبُوا بِهِ ، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا بِهِ البَحْرَ قالَ الغُلامُ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ ، فانْكَفأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ . وَجاءَ الغُلامُ يَتَلَمَّسُ حتى دَخَلَ على المَلِكِ فَقالَ المَلِكُ : أيْنَ أصحَابُكَ ؟ فقال : دَعَوْتُ اللّهَ فَكَفانِيهِمْ ، قال : لأَقْتُلَنَّكَ ، قال : ما أنْتَ بقاتِلي حتى تَصْنَعَ ما آمُرُكَ ، قال : فَقال الغُلامُ للْمَلِكِ : اجْمَعِ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ ، ثُمَّ اصْلُبْنِي ، ثُمَّ خُذْ سَهْماً مِنْ كِنانَتي فارْمِني وَقُلْ : باسْمِ رَبِّ الغُلامِ ، فإِنَّكَ سَتَقْتُلُنِي قال : فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ قال : وَصَلَبَهُ وأخَذَ سَهْماً مِنْ كِنانَتهِ ، فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ القَوْسِ ، ثُمَّ رَمى ، فَقال : باسْمِ رَبِّ الغُلامِ ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِ الغُلامِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ هَكَذَا عَلى صُدْغِهِ ، وَماتَ الغُلامُ ، فَقالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الغُلامِ ، فَقالُوا للْمَلِكِ : ما صَنَعْتَ ، الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُ قَدْ وَقَعَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ ، فأمَرَ بأفْوَاهِ السِّكَكِ فأُخِذَتْ ، وخَدَّ الأُخْدُودَ وضَرَّمَ فِيهِ النِّيرَانَ ، وأخَذَهُمْ وَقالَ : إنْ رَجَعُوا وَإلاَّ فألْقُوهُمْ فِي النَّارِ قال : فَكانُوا يُلْقُونَهُمْ فِي النَّارِ قال : فَجاءَتِ امْرأةٌ مَعَها صَبِيٌّ لَهَا ، قالَ : فَلَمَّا ذَهَبَتْ تَقْتَحِمُ وَجَدَتْ حَرَّ النَّارِ ، فَنَكَصَتْ ، قال : فَقالَ لَهَا صَبِيُّها يا أُمَّاهُ ، امْضِي فإنَّكِ عَلى الحَقِّ ، فاقْتَحَمَتْ فِي النارِ " وقال آخرون : بل الذين أحرقتهم النار هم الكفار الذين فَتَنوا المؤمنين . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن عمار ، عن عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس ، قال : كان أصحاب الأخدود قوماً مؤمنين ، اعتزلوا الناس في الفترة ، وإنّ جَبّاراً ، من عَبدة الأوثان أرسل إليهم ، فعرض عليهم الدخول في دينه ، فأبوا ، فخدّ أخدوداً ، وأوقد فيه ناراً ، ثم خيرهم بين الدخول في دينه ، وبين إلقائهم في النار ، فاختاروا إلقاءهم في النار ، على الرجوع عن دينهم ، فألقوا في النار ، فنجَّى الله المؤمنين الذين أُلْقُوا في النار من الحريق ، بأن قبض أرواحهم ، قبل أن تمسهم النار ، وخرجت النار إلى من على شفير الأخدود من الكفار فأحرقتهم ، فذلك قول الله : { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } في الآخرة { ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } في الدنيا . واختُلف في موضع جواب القسم بقوله : { والسَّماءِ ذَاتِ البُرُوجِ } فقال بعضهم : جوابه : { إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : وقع القسم هاهنا { إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } وقال بعض نحويِّي البصرة : موضع قسمها والله أعلم ، على قتل أصحاب الأخدود ، أضمر اللام كما قال : والشَّمْسِ وضُحاها قَدْ أفْلَحَ مَنْ زَكَّاها يريد : إن شاء الله : لقد أفلح من زكَّاها ، فألقى اللام ، وإن شئت قلت على التقديم ، كأنه قال : قتل أصحاب الأخدود ، والسماء ذات البروج . وقال بعض نحويي الكوفة : يقال في التفسير : إن جواب القسم في قوله : { قُتِلَ } كما كان قسم { والشَّمْسِ وَضُحاها } في قوله : { قَدْ أفْلَحَ } هذا في التفسير قالوا : ولم نجد العرب تدع القسم بغير لام يستقبل بها أو « لا » أو « إن » أو « ما » ، فإن يكن ذلك كذلك ، فكأنه مما ترك فيه الجواب ، ثم استؤنف موضع الجواب بالخبر ، كما قيل : يا أيها الإنسان ، في كثير من الكلام . وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب : قول من قال : جواب القسم في ذلك متروك ، والخبر مستأنف لأن علامة جواب القسم لا تحذفها العرب من الكلام إذا أجابته . وأولى التأويلين بقوله : { قُتِلَ أصحَابُ الأُخْدُودِ } : لُعِن أصحاب الأخدود الذين ألقوا المؤمنين والمؤمنات في الأخدود . وإنما قلت : ذلك أولى التأويلين بالصواب للذي ذكرنا عن الربيع من العلة ، وهو أن الله أخبر أن لهم عذاب الحريق مع عذاب جهنم ، ولو لم يكونوا أحرقوا في الدنيا لم يكن لقوله { ولَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } معنى مفهوم ، مع إخباره أن لهم عذاب جهنم ، لأن عذابَ جهنم هو عذاب الحريق مع سائر أنواع عذابها في الآخرة والأخدود : الحفرة تحفر في الأرض . وقوله : { النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ } فقوله النار : ردّ على الأخدود ، ولذلك خفضت ، وإنما جاز ردّها عليه وهي غيره ، لأنها كانت فيه ، فكأنها إذ كانت فيه هو ، فجرى الكلام عليه لمعرفة المخاطبين به بمعناه وكأنه قيل : قتل أصحاب النار ذَاتِ الوَقُودِ . ويعني بقوله : { ذَاتِ الوَقُودِ } ذات الحطب الجزل ، وذلك إذا فتحت الواو ، فأما الوقود بضم الواو ، فهو الاتقاد .