Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 6-8)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : النار ذات الوقود ، إذ هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود عليها ، يعني على النار ، فقال عليها ، والمعنى أنهم قعود على حافة الأخدود ، فقيل : على النار ، والمعنى : لشفير الأخدود ، لمعرفة السامعين معناه : وكان قتادة يقول في ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { النَّارِ ذَاتِ الوَقُودِ إذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ } يعني بذلك المؤمنين . وهذا التأويل الذي تأوّله قتادة على مذهب من قال : قُتل أصحاب الأخدود من أهل الإيمان . وقد دللنا على أن الصواب من تأويل ذلك غير هذا القول الذي وجه تأويله قتادة قبل . وقوله : { وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يعني : حضور . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } يعني بذلك الكفار . وقوله : { وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أنْ يُؤْمِنُوا بالله العَزِيزِ الْحَمِيدِ } يقول تعالى ذكره : وما وجد هؤلاء الكفار الذين فتنوا المؤمنين على المؤمنين والمؤمنات بالنار في شيء ، ولا فعلوا بهم ما فعلوا بسبب إلاَّ من أجل أنهم آمنوا بالله ، وقال : إلاَّ أن يؤمنوا بالله ، لأن المعنى إلاَّ إيمانهم بالله ، فلذلك حسن في موضعه يؤمنوا ، إذ كان الإيمان لهم صفة . { الْعَزِيزِ } يقول : الشديد في انتقامه ممن انتقم منه { الْحَمِيدِ } يقول : المحمود بإحسانه إلى خلقه .