Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 11-17)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } ترْجع بالغيوم وأرزاق العباد كلّ عام ومنه قول المتنخِّل في صفة سيف : @ أبْيَضُ كالرَّجْعِ رَسُوبٌ إذَا ما ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مِهران ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : السحاب فيه المطر . حدثنا عليّ بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن خَصِيف ، عن عكِرمة ، عن ابن عباس في قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : ذات السحاب فيه المطر . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } يعني بالرجع : القطر والرزق كلّ عام . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : ترجع بأرزاق الناس كلّ عام قال أبو رجاء : سُئل عنها عكرِمة ، فقال : رجعت بالمطر . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : السحاب يمطر ، ثم يَرجع بالمطر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : ترجع بأرزاق العباد كلّ عام ، لولا ذلك هَلكوا وهلَكت مواشيهم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : ترجع بالغيث كلّ عام . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } يعني : المطر . وقال آخرون : يعني بذلك : أن شمسها وقمرها يغيب ويطلُع . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالسَّماءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } قال : شمسها وقمرها ونجومها يأتين من ها هنا . وقوله : { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } يقول تعالى ذكره : والأرض ذات الصدع بالنبات . وبنحو الذي قلنافي ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خَصِيف ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } قال : ذات النبات . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } يقول : صدعها إخراج النبات في كلّ عام . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } قال : هذه تصدع عما تحتها قال أبو رجاء : وسُئل عنها عكرِمة ، فقال : هذه تصدع عن الرزق . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، عن ابن أبي نجيح ، قال مجاهد { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدعِ } مثل المأزم مَأْزِمِ مِنًى . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } قال : الصدع : مثل المأْزِم ، غير الأودية وغير الجُرُف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } تصدع عن الثمار وعن النبات ، كما رأيتم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَالأرْضِ ذات الصَّدْعِ } قال : تصدع عن النبات . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } وقرأ : { ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا فَأنْبَتْنا فِيه حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً } إلى آخر الآية ، قال : صدعها للحرث . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } : النبات . وقوله : { إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } يقول تعالى ذكره : إن هذا القول وهذا الخبر لقول فصل : يقول : لقول يفصل بين الحقّ والباطل ببيانه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في العبارة عنه ، فقال بعضهم : لقول حقّ . وقال بعضهم : لقول حُكْم . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } يقول : حقّ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } : أي حُكْم . وقوله : { وَما هُوَ بالهَزْلِ } يقول : وما هو باللعب ولا الباطل . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَما هُوَ بِالْهَزْلِ } يقول : بالباطل . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَما هُوَ بِالْهَزْلِ } قال : باللعب . وقوله : { إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء المكذّبين بالله ورسوله والوعد والوعيد يمكرون مكراً . وقوله : { وَأَكِيدُ كَيْداً } يقول : وأمكر مكراً ومكره جلّ ثناؤه بهم : إملاؤه إياهم على معصيتهم وكفرهم به . وقوله : { فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فمهِّل يا محمد الكافرين ولا تعجلْ عليهم { أمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } يقول : أمهلهم آناً قليلاً ، وأنظرهم للموعد الذي هو وقت حلول النقمة بهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } يقول : قريباً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } الرويد : القليل . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَمَهَّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } قال : مَهِّلهم ، فلا تعجل عليهم تَرْكَهُمْ ، حتى لما أراد الانتصار منهم ، أمره بجهادهم وقتالهم ، والغلظة عليهم .