Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا قسم أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفجر ، وهو فجر الصبح . واختلف أهل التأويل في الذي عُني بذلك ، فقال بعضهم : عُنِي به النهار . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأغرّ المِنقريّ ، عن خليفة بن الحصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس ، قوله : { وَالْفَجْرِ } قال : النهار . وقال آخرون : عُنِي به صلاة الصبح . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعيد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { والْفَجْرِ } يعني : صلاة الفجر . وقال آخرون : هو فجر الصبح . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عاصم الأحول ، عن عكرِمة ، في قوله : { والْفَجْرِ } قال : الفجر : فجر الصبح . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمر بن قيس ، عن محمد بن المرتفع ، عن عبد الله بن الزبير أنه قال : { والْفَجْرِ } قال : الفجر : قسم أقسم الله به . وقوله : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } اختلف أهل التأويل في هذه الليالي العشر أيّ ليال هي ؟ فقال بعضهم : هي ليالي عشر ذي الحجة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، وعبد الوهاب ومحمد بن جعفر ، عن عوف ، عن زرارة ، عن ابن عباس ، قال : إن اللياليَ العشر التي أقسم الله بها ، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } : عشر الأضحى قال : ويقال : العشر : أولَ السنة من المحرم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وَهب ، قال : أخبرني عمر بن قيس ، عن محمد بن المرتفع ، عن عبد الله بن الزّبير { وَلَيالٍ عَشْرٍ } : أوّل ذي الحجة إلى يوم النحر . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : ثنا زرارة بن أوفى ، قال : قال ابن عباس : إن الليالي العشر اللاتي أقسم الله بهنّ : هن الليالي الأُوَل من ذي الحجة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : عشر ذي الحجة ، وهي التي وعد الله موسى صلى الله عليه وسلم . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عاصم الأحول ، عن عكرِمة { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : عشر ذي الحجة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأغرّ المنقريّ ، عن خليفة بن حصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : عشر الأضحى . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : عشر ذي الحجة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : كنا نحدّث أنها عشر الأضحى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثَور ، عن معمر ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مجاهد ، قال : ليس عمل في ليال من ليالي السنة أفضل منه في ليالي العشر ، وهي عشر موسى التي أتمَّها الله له . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق ، قال : ليال العشر ، قال : هي أفضل أيام السنة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } يعني : عشر الأضحى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } قال : أوّل ذي الحجة وقال : هي عشر المحرّم من أوّله . والصواب من القول في ذلك عندنا : أنها عشر الأضحى ، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه ، وأن عبد الله ابن أبي زياد القَطْوانيّ : حدثني قال : ثني زيد بن حباب ، قال : أخبرني عياش بن عقبة ، قال : ثني جُبير بن نعيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ ، قال : عَشْرُ الأَضْحَى " وقوله : { وَالشَّفْعِ والْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ هَلْ فِي ذلكَ قَسَم } اختلف أهل التأويل في الذي عُنِي به من الوتر بقوله : { والْوَتْرِ } فقال بعضهم : الشفع : يوم النحر ، والوتر : يوم عرفة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبي عديّ وعبد الوهاب ومحمد بن جعفر ، عن عوف ، عن زُرارة بن أوفى ، عن ابن عباس ، قال : الوتر : يوم عرفة ، والشفع : يوم الذبح . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عوف ، قال : ثنا زرارة بن أوفى ، قال : قال ابن عباس : الشفع : يوم النحر ، والوَتر : يوم عرفة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، قال : قال عكرِمة ، عن ابن عباس : الشفع : يوم النحر ، والوَتر : يوم عرفة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبيد الله ، عن عكرِمة { والشَّفْعِ والْوَتْرِ } قال : الشفع : يوم النحر ، والوتر : يوم عرفة . وحدثنا به مرّة أخرى ، فقال : الشفع : أيام النحر ، وسائر الحديث مثله . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا عاصم الأحول ، عن عكرِمة في قوله : { والشَّفْعِ } قال : يوم النحر { والْوَتْرِ } قال : يوم عرفة . حدثنا ابن حُمَيد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة ، قال : الشفع : يوم النحر ، والوتر : يوم عرفة . قال : ثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن الضحاك { وَلَيالٍ عَشْرٍ ، والشَّفْعِ والْوَتْرِ } قال : أقسم الله بهنّ لما يعلم من فضلهنّ على سائر الأيام ، وخير هذين اليومين لما يُعلَم من فضلهما على سائر هذه الليالي . { والشَّفْعِ والْوَتْرِ } قال : الشفع : يوم النحر ، والوَتر : يوم عرفة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : كان عكرِمة يقول : الشفع : يوم الأضحى ، والوتر : يوم عرفة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : قال عكرِمة : عرفة وَتْر ، والنحر شفع ، عرفة يوم التاسع ، والنحر يوم العاشر . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والشَّفْعِ } يوم النحر { والْوَتْرِ } يوم عرفة . وقال آخرون : الشفع : اليومان بعد يوم النحر ، والوَتر : اليوم الثالث . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { والشَّفْعِ والْوَتْرِ } قال : الشفع : يومان بعد يوم النحر ، والوتر : يوم النَّفْر الآخِر ، يقول الله : { فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَينِ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تأَخَّرَ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ } وقال آخرون : الشفع : الخلق كله ، والوتر : الله . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : الله وتر وأنتم شفع ، ويقال الشفع صلاة الغداة ، والوتر صلاة المغرب . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : كلّ خلق الله شفع ، السماء والأرض ، والبرّ والبحر ، والجنّ والإنس ، والشمس والقمر ، والله الوَتر وحده . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا ابن جُريج ، قال : قال مجاهد ، في قوله : { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَينِ } قال : الكفر والإيمان : والسعادة والشقاوة ، والهدى والضلالة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والجنّ والإنس ، والوَتْر : الله قال : وقال في الشفع والوتر مثل ذلك . حدثني عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : خلق الله من كلّ شيء زوجين ، والله وَتْر واحد صَمَد . حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : الشفع : الزوج ، والوتر : الله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان عن جابر ، عن مجاهد { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : الوتر : الله ، وما خلق الله من شيء فهو شفع . وقال آخرون : عُنِي بذلك الخلق ، وذلك أن الخلق كله شفع ووتر . قال : ثنا ابن ثور ، عن مَعْمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : الخلق كله شفع ووتر ، وأقسم بالخلق . قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : قال الحسن في ذلك : الخلق كله شفع { والشَّفْعِ والْوَتْرِ } قال : كان أبي يقول : كلّ شيء خلق الله شفع ووتر ، فأقسم بما خلق ، وأقسم بما تبصرون وبما لا تبصرون . وقال آخرون : بل ذلك : الصلاة المكتوبة ، منها الشفع كصلاة الفجر والظهر ، ومنها الوتر كصلاة المغرب . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : كان عمران بن حصين يقول : { الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } : الصلاة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال عمران : هي الصلاة المكتوبة فيها الشفع والوتر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : ذلك صلاة المغرب ، الشفع : الركعتان ، والوتر : الركعة الثالثة . وقد رفع حديث عمران بن حُصين بعضهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا نصر بن عليّ ، قال : ثني أبي ، قال : ثني خالد بن قيس ، عن قتادة ، عن عمران بن عصام ، عن عمران بن حصين ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في الشفع والوتر ، قال : " هيَ الصَّلاةُ مِنْها شَفْعٌ ، وَمِنْها وَتْرٌ " حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، أنه سُئل عن الشفع والوتر ، فقال : أخبرني عمران بن عِصام الضُّبَعي ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن عمران بن حصين ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : " هِيَ الصَّلاةُ مِنْها شَفْعٌ ، وَمِنْها وَتْرٌ " حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا همام بن يحيى ، عن عمران بن عصام ، عن شيخ من أهل البصرة ، عن عمران بن حصين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } قال : " هيَ الصَّلاةِ مِنْها شَفْعٌ ، وَمِنْها وَتْرٌ " حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } إن من الصلاة شفعاً ، وإن منها وتراً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : ثنا همام ، عن قتادة ، أنه سُئل عن الشفع والوتر ، فقال : قال الحسن : هو العدد . ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم خبر يؤيد القول الذي ذكرنا عن أبي الزُّبير . ذكر من قال ذلك : حدثنا عبد الله بن أبي زياد القَطْوَانيّ ، قال : ثنا زيد بن حُباب ، قال : أخبرني عَياش بن عقبة ، قال : ثني جبير ابن نعيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الشَّفْعُ : الْيَوْمانِ ، والْوَتْرُ : الْيَوْمُ الْوَاحِدُ " والصواب من القول في ذلك : أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر ، ولم يخصص نوعاً من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر ولا عقل ، وكلّ شفع ووتر فهو مما أقسم به ، مما قال أهل التأويل إنه داخل في قسمه هذا ، لعموم قسمه بذلك . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { وَالْوَتْرِ } فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة بكسر الواو . والصواب من القول في ذلك : أنهما قراءتان مستفيضتان معروفتان في قَرَأَة الأمصار ، ولغتان مشهورتان في العرب ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } يقول : والليل إذا سار فذهب ، يقال منه : سرى فلان ليلاً يَسْرِي : إذا سار . وقال بعضهم : عُنِي بقوله { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } ليلة جَمْع ، وهي ليلة المزدلفة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمر بن قيس ، عن محمد بن المرتفع ، عن عبد الله بن الزبير { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } حتى يُذْهِب بعضه بعضاً . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } يقول : إذا ذهب . حدثني محمد بن عُمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } قال : إذا سار . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } قال : والليل إذا سار . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } يقول : إذا سار . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } قال : إذا سار . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } قال : الليل إذا يسير . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عكرِمة { وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ } قال : ليلة جمع . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الشام والعراق { يَسْرِ } بغير ياء . وقرأ ذلك جماعة من القرّاء بإثبات الياء وحذف الياء في ذلك أعجب إلينا ، ليوفق بين رؤوس الآي إذ كانت بالراء . والعرب ربما أسقطت الياء في موضع الرفع مثل هذا ، اكتفاء بكسرة ما قبلها منها ، من ذلك قول الشاعر : @ لَيْسَ تَخْفَى يَسارَتِي قَدْرَ يَوْمٍ وَلَقَدْ تُخْفِ شِيمَتِي إعْسارِي @@ وقوله : { هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } يقول تعالى ذكره : هل فيما أقسمت به من هذه الأمور مَقْنع لذي حِجر . وإنما عُنِي بذلك : إن في هذا القسم مكتفًى لمن عقل عن ربه ، مما هو أغلظ منه في الأقسام . فأما معنى قوله : { لِذِي حِجْرٍ } : فإنه لذي حِجًى وذي عقل يقال للرجل إذا كان مالكاً نفسه قاهراً لها ضابطاً : إنه لذو حَجَر ، ومنه قولهم : حَجَر الحاكم على فلان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُريب وأبو السائب ، قالا : ثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي النُّهَى والعقل . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله { لِذِي حِجْرٍ } قال : لأولي النُّهَى . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : ذو الحِجْر والنُّهى والعقل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي عقل ، لذي نُهًى . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأغرّ المِنقريّ ، عن خليفة بن الحصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي لُبّ ، لذي حِجَى . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله { هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي عقل . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : لذي عقل لذي رأي . حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد { هَلْ فِي ذَلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي لبّ ، أو نُهًى . حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا خلف بن خليفة ، عن هلال بن خَبّاب ، عن مجاهد ، في قوله { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي عقل . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن { هَلْ فِي ذَلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي حِلْم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي حِجًى وقال الحسن : لذي لُبّ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله { هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } لذي حِجًى ، لذي عقل ولُبّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { هَلْ فِي ذلكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } قال : لذي عقل ، وقرأ : { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } و { لأولي الألباب } ، وهم الذين عاتبهم الله ، وقال : العقل واللُّبّ واحد ، إلاَّ أنه يفترق في كلام العرب .