Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 6-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إرَمَ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ألم تنظر يا محمد بعين قلبك ، فترى كيف فعل ربك بعاد ؟ . واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { إرَمَ } فقال بعضهم : هي اسم بلدة ، ثم اختلف الذين قالوا ذلك في البلدة التي عُنِيت بذلك ، فقال بعضهم : عُنيت به الإسكندرية . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن أبي صخر ، عن القُرَظي ، أنه سمعه يقول : { إرَمَ ذَاتِ الْعِمادِ } الإسكندرية . قال أبو جعفر ، وقال آخرون : هي دِمَشق . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عبد الله الهلاليّ من أهل البصرة ، قال : ثنا عُبيد الله بن عبد المجيد ، قال : ثنا ابن أبي ذئب ، عن المُقبري { بِعادٍ إرَمَ ذَاتِ الْعِمادِ } قال : دمشق . وقال آخرون : عُني بقوله : { إرَمَ } : أمة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد قوله : { إرَمَ } قال : أمة . وقال آخرون : معنى ذلك : القديمة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { إرَمَ } قال : القديمة . وقال آخرون : تلك قبيلة من عاد . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إرَمَ ذَاتِ الْعِمادِ } قال : كنا نحدّث أن إرم قبيلة من عاد ، بيت مملكة عاد . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { إرَمَ } قال : قبيلة من عاد ، كان يقال لهم : إرم ، جدّ عاد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إرَمَ } يقول الله : بعاد إرم ، إن عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح . وقال آخرون { إرَمَ } : الهالك . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إرَمَ } يعني بالإرم : الهالك ألا ترى أنك تقول : أُرِمَ بنو فلان . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { بِعادٍ إرَمَ } الهلاك ألا ترى أنك تقول : أُرِمَ بنو فلان : أي هَلَكُوا . والصواب من القول في ذلكَ : أن يُقال : إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها ، فلذلك ردّت على عاد للإتباع لها ، ولم يُجْر من أجل ذلك ، وإما اسم قبيلة فلم يُجْر أيضاً ، كما لا يُجْرى أسماء القبائل ، كتميم وبكر ، وما أشبه ذلك إذا أرادوا به القبيلة . وأما اسم عاد فلم يجر ، إذ كان اسماً أعجمياً . فأما ما ذُكر عن مجاهد ، أنه قال : عُنِي بذلك القديمة ، فقول لا معنى له ، لأن ذلك لو كان معناه لكان مخفوضاً بالتنوين ، وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة . وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي : أنها اسم قبيلة من عاد ، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها ، وترك إجرائها ، كما يقال : ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل ؟ فيترك إجراء نهشل ، وهي قبيلة ، فترك إجراؤها لذلك ، وهي في موضع خفض بالردّ على تميم ، ولو كانت إرم اسم بلدة أو اسم جدّ لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها ، كما يقال : هذا عمرُو زبيدٍ وحاتمُ طيء وأعشى هَمْدانَ ، ولكنها اسم قبيلة منها ، فيما أرى ، كما قال قتادة ، والله أعلم ، فلذلك أجمعت القرّاء فيها على ترك الإضافة ، وترك الإجراء . وقوله : { ذاتِ الْعِمادِ } اختلف أهل التأويل في معنى قوله : { ذَاتِ الْعِمادِ } في هذا الموضع ، فقال بعضهم : معناه : ذات الطول ، وذهبوا في ذلك إلى قول العرب للرجل الطويل : رجل مُعَمَّد ، وقالوا : كانوا طوال الأجسام . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { ذاتِ الْعِمادِ } يعني : طولهم مثل العماد . حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد قوله : { ذَاتِ الْعِمادِ } قال : كان لهم جسم في السماء . وقال بعضهم : بل قيل لهم { ذَاتِ الْعِمادِ } لأنهم كانوا أهل عَمَد ، ينتجِعون الغيوث ، وينتقلون إلى الكلإ حيث كان ، ثم يرجعون إلى منازلهم . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { الْعِمادِ } قال : أهل عَمود لا يقيمون . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ذَاتِ الْعِمادِ } قال : ذُكر لنا أنهم كانوا أهل عَمود لا يقيمون ، سيارة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ذَاتِ الْعِمادِ } قال : كانوا أهل عمود . وقال آخرون : بل قيل ذلك لهم لبناء بناه بعضهم ، فشيَّد عَمَده ، ورفع بناءه . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { إرَمَ ذَاتِ الْعِمادِ } قال : عاد قوم هود ، بنَوها وعملوها حين كانوا في الأحقاف ، قال : { لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها } مثل تلك الأعمال في البلاد . قال : وكذلك في الأحقاف في حضرموت ، ثم كانت عاد قال : وثَمّ أحقاف الرمل كما قال الله بالأحقاف من الرمل ، رمال أمثال الجبال ، تكون مظلة مجوّفة . وقال آخرون : قيل ذلك لهم لشدة أبدانهم وقواهم . ذكر من قال ذلك : حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { ذَاتِ الْعِمادِ } يعني : الشدّة والقوّة . وأشبه الأقوال في ذلك بما دلّ عليه ظاهر التنزيل : قول من قال : عُنِي بذلك أنهم كانوا أهل عمود سيارة ، لأن المعروف في كلام العرب من العماد ، ما عُمد به الخيام من الخشب ، والسواري التي يحمل عليها البناء ، ولا يعلم بناء كان لهم بالعماد بخبر صحيح ، بل وجَّه أهل التأويل قوله : { ذَاتِ الْعِمادِ } إلى أنه عُنِي به طول أجسامهم ، وبعضهم إلى أنه عُني به عماد خِيامهم ، فأما عِماد البنيان ، فلا يعلم كثير أحد من أهل التأويل وجهه إليه ، وتأويل القرآن إنما يوجه إلى الأغلب الأشهر من معانيه ، ما وُجد إلى ذلك سبيل ، دون الأنكر . وقوله : { الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ } يقول جلِّ ثناؤه : ألم تر كيف فعل ربك بعاد ، إرم التي لم يخلق مثلها في البلاد ، يعني : مثل عاد ، والهاء عائدة على عاد . وجائز أن تكون عائدة على إرم ، لما قد بيَّنا قبلُ أنها قبيلة . وإنما عُنِي بقوله : لم يُخلق مثلها في العِظَمِ والبطش والأَيْد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ } : ذكر أنهم كانوا اثني عشر ذراعاً طولاً في السماء . وقال آخرون : بل معنى ذلك : ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ، لم يخلق مثل الأعمدة في البلاد ، وقالوا : التي لم يخلق مثلها من صفة ذات العماد ، والهاء التي في مثلها إنما هي من ذكر ذات العماد . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله ، فذكر نحوه . وهذا قول لا وجه له ، لأن العماد واحد مذكر ، والتي للأنثى ، ولا يوصف المذكر بالتي ، ولو كان ذلك من صفة العِماد لقيل : الذي لم يخلق مثله في البلاد ، وإن جعلت التي لإرم ، وجعلت الهاء عائدة في قوله : { مِثْلُها } عليها وقيل : هي دِمشق أو إسكندرية ، فإن بلاد عاد هي التي وصفها الله في كتابه فقال : { وَاذْكُرْ أخا عَادٍ إذْ أنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقافِ } والأحقاف : هي جمع حِقْف ، وهو ما انعطف من الرمل وانحنى ، وليست الإسكندرية ولا دمشق من بلاد الرمال ، بل ذلك الشِّحْر من بلاد حضرموت ، وما والاها . وقوله : { وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } يقول : وبثمود الذي خرقوا الصخر ودخلوه ، فاتخذوه بيوتاً ، كما قال جلّ ثناؤه { وكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } والعرب تقول : جاب فلان الفلاة يجوبها جوباً : إذا دخلها وقطعها ومنه قول نابغة : @ أتاكَ أبُو لَيْلَى يجُوبُ بِهِ الدُّجَى دُجَى اللَّيلِ جَوّابُ الفَلاةِ عَمِيمُ @@ يعني بقوله : يجوب : يدخل ويقطع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } يقول : فخرقوها . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } يعني : ثمود قوم صالح ، كانوا ينحِتون من الجبال بيوتاً . حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد في قوله : { الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } قال : جابوا الجبال ، فجعلوها بيوتاً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوَا الصَّخْرَ بالْوَادِ } : جابوها ونحتوها بيوتاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : { جابُوا الصَّخْرَ } قال : نَقَبوا الصخر . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } يقول : قَدُّوا الحجارة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } : ضربوا البيوت والمساكن في الصخر في الجبال ، حتى جعلوا فيها مساكن ، جابوا : جوّبوها ، تجوّبوا البيوت في الجبال قال قائل : @ ألا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلا اللّهَ بائِدٌ كمَا بادَ حَيٌّ مِنْ شَنِيقٍ وَمارِدِ هُمُ ضَرَبُوا فِي كُلِّ صَلاَّءَ صَعْدَةٍ بأيْدٍ شِدَادٍ أيِّدَاتِ السَّوَاعِدِ @@ وقوله : { وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ } يقول جلّ ثناؤه : ألم تر كيف فعل ربك أيضاً بفرعون صاحب الأوتاد . واختلف أهل التأويل في معنى قوله : { ذِي الأوْتادِ } ولم قيل له ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ذي الجنود الذي يقوّون له أمره ، وقالوا : الأوتاد في هذا الموضع : الجنود . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَفِرْعُونَ ذِي الأْوتادِ } قال : الأوتاد : الجنود الذين يشدّون له أمره ، ويقال : كان فرعون يُوتِد في أيديهم وأرجلهم أوتاداً من حديد ، يعلقهم بها . وقال آخرون : بل قيل له ذلك لأنه كان يُوتِد الناس بالأوتاد . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { ذِي الأوْتادِ } قال : كان يوتد الناس بالأوتاد . وقال آخرون : كانت مظال وملاعب يلعب له تحتها . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ } ذُكر لنا أنها كانت مظال وملاعب يلعب له تحتها ، من أوتاد وحبال . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ذِي الأوْتادِ } قال : ذي البناء كانت مظال يلعب له تحتها ، وأوتاداً تضرب له . قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ثابت البُنَاني ، عن أبي رافع ، قال : أوتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد ، ثم جعل على ظهرها رحاً عظيمة حتى ماتت . وقال آخرون : بل ذلك لأنه كان يعذّب الناس بالأوتاد . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن محمود ، عن سعيد بن جُبير { وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ } قال : كان يجعل رجلاً هاهنا ، ورجلاً هاهنا ، ويداً ها هنا ، ويداً هاهنا بالأوتاد . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { ذِي الأوْتادِ } قال : كان يُوتد الناس بالأوتاد . وقال آخرون : إنما قيل ذلك لأنه كان له بنيان يعذّب الناس عليه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبَير { وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتادِ } قال : كان له مَنارات يعذّبهم عليها . وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، قول من قال : عُنِي بذلك : الأوتاد التي تُوتَد ، من خشب كانت أو حديد ، لأن ذلك هو المعروف من معاني الأوتاد ، ووصف بذلك ، لأنه إما أن يكون كان يعذّب الناس بها ، كما قال أبو رافع وسعيد بن جُبير ، وإما أن يكون كان يُلْعب له بها . وقوله : { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ } يعني بقوله جلّ ثناؤه { الذين } عاداً وثمود وفرعون وجنده . ويعني بقوله : { طَغَوْا } : تجاوزوا ما أباحه لهم ربهم ، وعتوا على ربهم إلى ما حظره عليهم من الكفر به وقوله { فِي الْبِلادِ } : التي كانوا فيها .