Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 15-15)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى ذكره : ويذهب وجد قلوب هؤلاء القوم المؤمنين من خزاعة ، على هؤلاء القوم الذين نكثوا أيمانهم من المشركين وغمها وكربها بما فيها من الوجد عليهم ، بمعونتهم بكراً عليهم . كما : حدثني ابن وكيع ، قال : ثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن أسباط ، عن السديّ : { وَيُذْهبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } حين قتلهم بنو بكر وأعانتهم قريش . حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، مثله ، إلا أنه قال : وأعانهم عليهم قريش . وأما قوله : { وَيَتُوبُ اللَّهُ على مَنْ يَشاءُ } فإنه خبر مبتدأ ، ولذلك رفع وجزم الأحرف الثلاثة قبل ذلك على وجه المجازاة ، كأنه قال : قاتلوهم فإنكم إن تقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ، ويخزهم ، وينصركم عليهم . ثم ابتدأ فقال : { وَيَتُوبُ اللَّهُ على مَنْ يَشاءُ } لأن القتال غير موجب لهم التوبة من الله ، وهو موجب لهم العذاب من الله والخزي وشفاء صدور المؤمنين وذهاب غيظ قلوبهم ، فجزم ذلك شرطاً وجزاءً على القتال ، ولم يكن موجباً القتال التوبة ، فابُتِدىء الحكم به ورُفع . ومعنى الكلام : ويمنّ الله على من يشاء من عباده الكافرين ، فيقبل به إلى التوبة بتوفيقه إياه ، والله عليم بسرائر عباده ومن هو للتوبة أهل فيتوب عليه ، ومن منهم غير أهل لها فيخذله ، حكيم في تصريف عباده من حال كفر إلى حال إيمان بتوفيق من وفقه لذلك ، ومن حال إيمان إلى كفر بخذلانه من خذل منهم عن طاعته وتوحيده ، وغير ذلك من أمرهم .