Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 66-66)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهؤلاء الذين وصفت لك صفتهم : { لا تَعْتَذِرُوا } بالباطل ، فتقولوا كنا نخوض ونلعب . { قَدْ كَفَرْتُمْ } يقول : قد جحدتم الحقّ بقولكم ما قلتم في رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به { بَعْدَ إيمَانِكُمْ } يقول : بعد تصديقكم به وإقراركم به . { إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذّبْ طائِفَةً } وذُكر أنه عنى بالطائفة في هذا الموضع رجل واحد . وكان ابن إسحاق يقول فيما : حدثنا به ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : كان الذي عفي عنه فيما بلغني مخشي بن حمير الأشجعي حليف بني سلمة ، وذلك أنه أنكر منهم بعض ما سمع . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا زيد بن حبان ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب : { إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ } قال : طائفة : رجل . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : إن نَعْفُ عن طائفة منكم بإنكاره ما أنكر عليكم من قبل الكفر ، نعذّب طائفة بكفره واستهزائه بآيات الله ورسوله . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال بعضهم : كان رجل منهم لم يمالئهم في الحديث ، فيسير مجانباً لهم ، فنزلت : { إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذّبْ طائِفَةً } فسمي طائفة وهو واحد . وقال آخرون : بل معنى ذلك : إن تتب طائفة منكم فيعفو الله عنه ، يعذّب الله طائفة منكم بترك التوبة . وأما قوله : { إنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ } فإن معناه : نعذّب طائفة منهم باكتسابهم الجرم ، وهو الكفر بالله ، وطعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم .