Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 99-99)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : ومن الأعراب من يصدق الله ويقرّ بوحدانيته وبالبعث بعد الموت والثواب والعقاب ، وينوي بما ينفق من نفقة في جهاد المشركين وفي سفره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ } القربات : جمع قُرْبة ، وهو ما قربه من رضا الله ومحبته . { وَصَلوَاتِ الرَّسُولِ ، } يعني بذلك : ويبتغي بنفقة ما ينفق مع طلب قربته من الله دعاء الرسول واستغفاره له . وقد دللنا فيما مضى من كتابنا على أن من معاني الصلاة الدعاء بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَصَلوَاتِ الرَّسُولِ } يعني استغفار النبيّ عليه الصلاة والسلام . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { ومِنَ الأعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ } قال : دعاء الرسول ، قال : هذه ثنية الله من الأعراب . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : { وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ } قال : هم بنو مقرن من مزينة ، وهم الذين قال الله فيهم : { وَلا على الَّذِينَ إذَا ما أتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أجِدُ ما أحْمِلُكُمْ علَيْهِ تَوَلَّوْا وأعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْع حَزَناً } قال : هم بنو مُقَرن من مزينة . قال : ثني حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قوله : { الأعْرَابُ أشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً } ثم استثنى فقال : { وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ … } الآية . حدثنا أحمد ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا جعفر ، عن البختري بن المختار العبدي ، قال : سمعت عبد الله بن مُغَفَّل قال : كنا عشرة ولد مُقَرِّن ، فنزلت فينا : { وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْمِ الآخِرِ … } إلى آخر الآية . قال الله : { أَلاَ إنهَا قُرْبةٌ لَهُمْ } يقول تعالى ذكره : ألا إن صلوات الرسول قربة لهم من الله ، وقد يحتمل أن يكون معناه : ألا إن نفقته التي ينفقها كذلك قربة لهم عند الله . { سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ في رحْمَتِهِ } يقول : سيدخلهم الله فيمن رحمه فأدخله برحمته الجنة ، إن الله غفور لما اجترموا ، رحيم بهم مع توبتهم وإصلاحهم أن يعذبهم .