Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 1-7)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : أقسم يا محمد بهذا البلد الحرام ، وهو مكة ، وكذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } يعني : مكة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : مكة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : الحرام . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : مكة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : البلد مكة . حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، في قوله : { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } يعني : مكة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قول الله : { لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : مكة . وقوله : { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ } يعني : بمكة يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأنت يا محمد حِلّ بهذا البلد ، يعني بمكة يقول : أنت به حلال تصنع فيه مِن قَتْلِ من أردت قتلَه ، وأَسْرِ من أردت أسره ، مُطْلَقٌ ذلك لك يقال منه : هو حِلّ ، وهو حلال ، وهو حِرْم ، وهو حرام ، وهو مُحلّ ، وهو محرم ، وأحللنا ، وأحرمنا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وأنْتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ } يعني بذلك : نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، أحلّ الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ، ويستحْيِي من شاء فقتل يومئذٍ ابن خَطَل صَبْراً وهو آخذ بأستار الكعبة ، فلم تحلّ لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها حراماً حرّمه الله ، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة ، ألم تسمع أن الله قال في تحريم الحرم : { ولِلّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً } يعني بالناس أهل القبلة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وأنتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : ما صنعت فأنت في حِلّ من أمر القتال . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وأنْتَ حِلُّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أَحَلّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع فيه ساعة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أحلّ له أن يصنع فيه ما شاء . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أُحِلَّت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : اصنع فيها ما شئت . حدثني موسى بن عبد الرحمن ، قال : ثنا حسين الجُعْفِيّ ، عن زائدة ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قول الله { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أنت حِلّ مما صنعت فيه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : أحلّ الله لك يا محمد ما صنعت في هذا البلد من شيء ، يعني مكة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } قال : لا تؤاخَذَ بما عملت فيه ، وليس عليك فيه ما على الناس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } يقول : بريء عن الحرج والإثم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ } يقول : أنت به حلّ لست بآثم . حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدَ } قال : لم يكن بها أحد حلاً غير النبيّ صلى الله عليه وسلم ، كلّ من كان بها حراماً ، لم يحلّ لهم أن يقاتلوا فيها ، ولا يستحلوا حرمه ، فأحله الله لرسوله ، فقاتل المشركين فيه . حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الملك ، عن عطاء { وأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الّبَلَدِ } قال : إن الله حرّم مكة ، لم تحلّ لنبيّ إلا نبيكم ساعة من نهار . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وأنْتَ حِلٌّ بهَذَا الْبَلَدِ } يعني محمداً ، يقول : أنت حلّ بالحرم ، فاقتل إن شئت ، أو دع . وقوله : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } يقول تعالى ذكره : فأقسم بوالد وبولده الذي ولد . ثم اختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك من الوالد وما ولد ، فقال بعضهم : عُنِي بالوالد : كلّ والد ، وما ولد : كلّ عاقر لم يلد . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، عن شريك ، عن خصيف ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس في : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : الوالد : الذي يلد ، وما ولد : العاقر الذي لا يولد له . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خَصِيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : العاقر ، والتي تلد . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن النضر بن عربي ، عن عكرِمة { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : العاقر ، والتي تلد . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : هو الوالد وولده . وقال آخرون : عُنِي بذلك : آدم وولده . ذكر من قال ذلك : حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : الوالد : آدم ، وما ولد : ولده . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : ولده . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : آدم وما ولد . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : آدم وما ولد . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن ابن أبي خالد ، عن أبي صالح في قول الله { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : آدم وما ولد . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : الوالد : آدم ، وما ولد : ولده . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قوله : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : آدم وما ولد . حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح ، في قوله : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : آدم وما ولد . وقال آخرون : عُنِي بذلك : إبراهيم وما ولد . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن موسى الحَرَشِيّ ، قال : ثنا جعفر بن سليمان ، قال : سمعت أبا عمران الجَوْنِيّ يقرأ : { وَوَالِدٍ وَما وَلَدَ } قال : إبراهيم وما ولد . والصواب من القول في ذلك : ما قاله الذي قالوا : إن الله أقسم بكلّ والد وولده ، لأن الله عمّ كلّ والد وما ولد . وغير جائز أن يخصّ ذلك إلا بحجة يجب التسليم لها من خبر ، أو عقل ، ولا خبر بخصوص ذلك ، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه ، فهو على عمومه كما عمَّه . وقوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } وهذا هو جواب القسم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : وقع ههنا القسم { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : لقد خلقنا ابن آدم في شدّة وعناء ونصب . ذكر من قال ذلك : حدثنا عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } يقول : في نَصَب . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا سعيد ، عن منصور بن زاذان ، عن الحسن ، أنه قال في هذه الآية : { لَقَدْ خَلَقَنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } يقول : في شدّة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } حين خُلِق في مشقة لا يُلفى ابن آدم إلا مكابدا أمر الدنيا والآخرة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { فِي كَبَدٍ } قال : يكابد أمر الدنيا والآخرة . وقال بعضهم : خُلِق خَلْقاً لم نَخْلق خلقَه شيئاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن عليّ بن رفاعة ، قال : سمعت الحسن يقول : لم يخلق الله خلقاً يكابد ما يُكابد ابن آدم . قال : ثنا وكيع ، عن عليّ بن رفاعة ، قال : سمعت سعيد بن أبي الحسن يقول : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : يكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة . قال : ثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة قال : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في شدّة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عطاء ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في شدّة . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : في شدّة معيشته ، وحمله وحياته ، ونبات أسنانه . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، قال : قال مجاهد { الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : شدة خروج أسنانه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : شدّة . وقال آخرون : معنى ذلك أنه خُلق منتصباً معتدل القامة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في انتصاب ، ويقال : في شدّة . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا حرمي بن عمارة ، قال : ثنا شعبة ، قال : أخبرني عُمارة ، عن عكرِمة ، في قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في انتصاب ، يعني القامة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : منتصباً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران وحدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، جميعاً عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن شَدَّاد ، في قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : معتدلاً بالقامة ، قال أبو صالح : معتدلاً في القامة . حدثنا يحيى بن داود الواسطيّ ، قال : ثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن إسماعيل ، عن أبي صالح { خَلَقْنا الإنْسانَ في كَبَدٍ } قال : قائماً . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { فِي كَبَدٍ } خُلِق منتصباً على رجلين ، لم تخلق دابة على خلقه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مُغيرة ، عن مجاهد { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في صَعَد . وقال آخرون : بل معنى ذلك : أنه خُلق في السماء . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { لَقَدْ خَلَقْنا الإنْسانَ فِي كَبَدٍ } قال : في السماء ، يسمى ذلك الكَبَد . وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : معنى ذلك أنه خلق يُكابد الأمور ويُعالجها ، فقوله : { فِي كَبَدٍ } معناه : في شدّة . وإنما قلنا : ذلك أولى بالصواب ، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب من معاني الكَبَد ومنه قول لبيد بن ربيعة : @ عَيْنِ هِلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ قُمْنا وَقامَ الخُصُوم فِي كَبَدِ @@ وقوله : { أَيَحَسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحَدٌ } ذُكر أن ذلك نزل في رجل بعينه من بني جُمح ، كان يُدعى أبا الأشدّ ، وكان شديداً ، فقال جلّ ثناؤه : أيحسب هذا القويّ بجَلَده وقوّته ، أن لن يقهره أحد ويغلبه ، فالله غالبه وقاهره . وقوله : { يَقُولُ أهْلَكْتُ مالاً لُبَداً } يقول هذا الجليد الشديد : أهلكت مالاً كثيراً ، في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنفقت ذلك فيه ، وهو كاذب في قوله ذلك وهو فعل من التلبد ، وهو الكثير ، بعضه على بعض ، يقال منه : لَبد بالأرض يَلْبُد : إذا لصق بها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { مالاً لُبَداً } يعني باللبد : المال الكثير . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { مالاً لُبَداً } قال : كثيراً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني مسلم ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { أهْلَكْتُ مالاً لُبَداً } . قال : مالاً كثيراً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أهْلَكْتُ مالاً لُبَداً } : أي كثيراً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { مالاً لُبَداً } قال : اللبد : الكثير . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { مالاً لُبَداً } بتخفيف الباء . وقرأه أبو جعفر بتشديدها . والصواب بتخفيفها ، لإجماع الحجة عليه . وقوله : { أَيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ } يقول تعالى ذكره : أيظنّ هذا القائل { أهْلَكْتُ مالاً لُبَداً } أن لم يره أحد في حال إنفاقه ما يزعم أنه أنفقه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أَيَحْسَبُ أنْ لَمْ يَرَهُ أحَدٌ } ابن آدم إنك مسئول عن هذا المال ، من أين اكتسبته ، وأين أنفقته . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله .